وقرئت: طُوَى بالضم والقصر مع عدم التنوين. فتكون معدولاً بها عن "طاو" ويمنع الصرف على اعتبار البقعة، اي المكان.
وفي قراءة: "طِوًى" بالكسر والقصر والتنوين. مصدراً بوزن الثنى وبمعناه. لأن الثنى بالكسر والقصر: الشيء الذي تكرره. فكذلك الطوى للوادي ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين.
وقال قطرب: طوى من الليل. أي ساعة. والمعنى قدس لك الوادي في ساعة من الليل، لأن موسى نودي بالليل فلحق تقديس مجدد (البحر) .
وقريب أن يكون "طوى" اسماً للوادي المقدس، وقد ذكره (الراغب) في المفردات.
وأقرب منه، والله أعلم، أن تكون حالاً للوادي المقدس، حيث طويت الأبعاد ما بين أرض وسماء.....
* * *
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} .
الطغيان: تجاوز الحد، ويستعمل لغة في الماء يتجاوز الحد إلى الخطر.
ومنه في القرآن:
آية الحاقة ١١: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} .
وفسروا الطاغية كذلك بالطوفان في قوله تعالى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} .
على أن أكثر استعماله القرآني، في تجاوز الحد في العصيان والكفر، وهو المعنى القريب في آيات:
البقرة ١٥، الأنعام ١١٠، الأعراف ١٨٦، يونس ١١، المؤمنون ٧١، الإسراء ٦٠، المائدة ٦٤، ٦٨، ص ٥٥، عم ٢٢.
كما جاء بمعنى تجاوز الحد، في التجبر والعتو والظلم، في آيات:
العلق ٦، الفجر ١١، الإسراء ٦٠، الكهف ٨٠.
واسند الطغيان إلى فرعون موسى، في آيتي طه خطاباً لموسى:
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} ٢٤.