للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (٤٢) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (٤٣) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ٤٣.

وفي آية النازعات:

{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (١٧) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} .

والاستفهام هنا للعرض مع تلطف. وهذا التلطف في عرض الرسالة، صريح في آية طه: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} وفيه كذلك رجاء صريح، بشاهد من: {لَعَلَّهُ} .

والزكاة النمو عن خير وبركة. وتزكية النفس: أن تتطهر وتنمو فضائلها، وقد أمر الله تعالى موسى أن يذهب إلى فرعون فيقول له:

{فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (١٨) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}

والهداية: الإرشاد إلى الطريق المستقيم، ولعل أصل استعماله في الهدى: الصخرة الناتئة في الماء يؤمن بها العثار. والهدى: وجه النهار يتضح فيه الطريق. واللافت هنا إضافة رب إلى كاف الخطاب، مع أن فرعون لم يكن يؤمن برب موسى، وهذه الإضافة مقصود بها التقرير والإبزام، والتمهيد لقوله: {فَتَخْشَى} ، إذ الخشية من فرعون لن تكون إلا عن إيمان بربه.

{فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} .

الآية: العلامة، ويكثر استعمالها - دينياً - في الدلالة على وجود الله وعظمته ووحدانيته وقدرته وفي المعجزات التي يؤيد بها من يصطفيهم لرسالاته.

وهي في "النازعات" العلامة الدالة على أن موسى مبعوث برسالة من الله جل وجلالة، أو بعبارة المفسرين: "المعجزة الدالة على صدقة".

ووصفت الآية بالكبرى تعظيماً وتقريراً لقوة دلالتها وبلوغها في تأييد رسالة موسى غاية المدى. وإذا كانت هناك ضرورة لتحديد هذه الآية الكبرى، فلنا أن نستأنس بحديث موسى في سورة طه: {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} .

وقال تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (١٧) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>