للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (١٨) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (١٩) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (٢٠) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (٢١) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (٢٢) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (٢٣) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} ١٧ - ٢٤.

وقد حاول مفسرون تأويل درجة كل ىية من هذه الآيات. وقيل فيما قيل: إن اليد أعظم في الإعجاز من العصا لأنه عقب على ذكر اليد بقوله: لنريك من آياتنا اكبرى. وقيل: بل العصا أعظم، لأنه ليس في اليد إلا تغيير اللون، وأما العصا ففيها تغيير اللون، وخلق الحياة والقدرة في الجماد، (البحر المحيط) .

وإذ جاءت {الْآيَةَ الْكُبْرَى} في النازعات مطلقة بغير تحديد، فقد ترددوا ما بين العصا واليد، ثم رأى بعضهم حسم الموقف بإعتبارهما آية واحدة، لأن العصا ملازمة لليد، فقال الزمخشري: "الآية الكبرى قلب العصا حية، لأنها كانت المقدمة والأصل، والأخرى - يعني اليد - كالتبع لها لأن موسى كان يتقيها بيده، أو أرادهما جميعاً، وجعلهما واحدة، لأن الثانية أي اليد كأنها من جملة الأولى لكونها تابعة لها" (الكشاف) .

وقال أبو حيان: "الآية الكبرى هي العصا واليد معاً، جعلهما آية واحدة، لأن اليد كأنها من جملة العصا لكونها تابعة لها" (البحر المحيط) .

والأولى ألا نحدد الآية هنا، ما دام القرآن نفسه لم ير تعيينها في هذا الموضع، مكتفياً بوصفها بالكبرى، وهي صيغة تشهد بمبلغ دلالة الآية على صدق موسى، وعلى قدرة ربه، رب فرعون والخلق جميعاً.

* * *

{فَكَذَّبَ وَعَصَى (٢١) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (٢٢) فَحَشَرَ فَنَادَى (٢٣) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} .

هنا ينتقل الطاغي من التكذيب، إلى العصيان، إلى إدعاء الربوبية وهو أتعس الطغيان والكفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>