للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إلَّا هو الحي القيوم وأتوب إليه؛ كُفِّرت عنه ذُنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر" (١).

* وروى الديلمي عن أبي هريرة مرفوعًا: "من استغفر الله عزَّ وجلَّ سبعين مرة في دبر كل صلاة؛ غُفر له ما اكتسب من الذنوب" (٢).

* وروى الخطيب مرفوعًا: "أيُّ عَبْدٍ صلَّى الفريضة ثُمَّ استغفر الله عشر مرَّاتٍ؛ لم يقم من مقامه حتى يُغفر له ذنوبه" (٣).

والأحاديث والَآثار في هذا الباب كثيرة، وفيما ذكرناه كفاية للمنصف.

ولا يخفى على الخبير، أن من سبر كثيرًا من جزئيات الطاعات، يرى أن الحق سبحانه وتعالى شَرَع التوبة والاستغفار في خواتيم أعمالها، فشرعها في خاتمة الحج، وقيام اللَّيل، وأَمَر تعالى رسوله بالاستغفار عقب توفِيَتِه ما عليه من تبليغ الرسالة، والجهاد في سبيله حين دخل الناس في دينه أفواجًا؛ فكان التبليغ عبادة قد أكملها وأدَّاها فشرع له الاستغفار عقيبها.


(١) أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (١٢٦) وإسناده ضعيف؛ فيه محمَّد بن سليمان الباغندي متكلَّم فيه، ومحمد بن جامع وعكرمة بن إبراهيم وكلاهما ضعيف كما في "الميزان" (٣/ ٨٩، ٤٩٨).
(٢) أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "إتحاف السَّادة المتَّقين" للزبيدي (٨/ ٦٠٢)، والعزو إلى الديلمي مظنة للأحاديث الضعيفة كما نصَّ على ذلك بعض أهل العلم.
(٣) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٢/ ٤٢٤) من حديث ابن عباس، وقال بعد سياقه: "منكر جدًّا"، وذلك أنَّ فيه القاسم بن عمر الأنصاري، ليس حديثه بشيء، منكر الحديث. "لسان الميزان" لابن حجر (٤/ ٤٦٣).

<<  <   >  >>