هذا كتاب التقفية إملاء أبي بشر وَسَمَّاهُ بذلك، لأنه مُؤَلَّفٌ على القوافي، والقافية: البيت من الشِّعر.
ونظر في الكلام فوجده دائرًا على الحروف الثمانية والعشرين الموسومة بألف با تا ثا عليها بناء الكلام كله: عربية وفصيحة، فهي محيطة بالكلام، لأنه ما من كلمة إلا ولها نهاية إلى حرف من هذه الثمانية والعشرين حرفًا، فأراد أن يجمع من ذلك ما قدر عليه وبلغه حِفظه، إذ كان لا غنى لأحدٍ من أهل المعرفة والأدب عن معرفة ذلك، لأنه يأتي في القرآن والشعر وغير ذلك من صنوف الكلام فجمع ما قدر عليه وأدركته معرفته، ثم رأى أنه لو جمع ذلك على غير تأليف متناسق ثم جاءت كلمة غريبة يحتاج الرجل إلى معرفتها من كتابنا هذا لصَعُب عليه إدراكها لسعة الكلام وكثرته فألفه تأليفًا متناسقًا متتابعًا ليسهل على الناظر فيما يحتاج إلى معرفته.