إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، ولن تجد له ولياً مرشداً.
والصلاة والسلام على خير من بعثه الله إلى العالمين، بالرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن القرآن الكريم وحي الله إلى أكمَل رسله، ضمَّنه من العقائد والأحكام والآداب والأخبار ما به سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}[طه: ١٢٣] .
فينبغي لقارئ القرآن الكريم وسامعه أن يعرف تفسير ما يحتاج إليه من آياته، إذ ألفاظ الكتاب العزيز عالية البيان، ولها من الفصاحة أرقاها، ومن البلاغة أوفاها.
وقد سبق لمجمع اللك فهد لطباعة المصحف إصدار الطبعة الأولى من كتاب «التفسير الميسر» ، ولقي -بفضل الله وتوفيقه- قَبولاً لدى كثير من أهل العلم، وعامة الناس.
ولا ريب أن صيغة «التفسير» جهد بشري يحتاج إلى مراعاة ما فيه من جوانب تكميلية، فقد تلقَّت الوزارة وكذلك المجمَّع عدداً من الملحوظات المتفاوتة على «التفسير اليسَّر» ، وتمَّ تأليف لجنة في المجمَّع لدراسة جميع ما ورد من ملحوظات عليه، فقامت اللجنة بدراسة الملحوظات جميعها، ولم تهمل أياً منها، وأقرَّت المناسب منها، مراعية منهج هذا المختصر في التفسير وضوابطه، ومناسبته للترجمة إلى اللغات الأخرى.
وقامت اللجنة كذلك بمراجعة التفسير وتوحيد النظائر؛ بحيث