للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولكن همها قد تضاعف عندما رأت الرجل الوحيد الذي خرجت معه وفي رعايته قد فتن بالديانة المسيحية واعتنقها هاجرا الإسلام.

لو كان همِّي واحدًا لاحتملته

ولكنه هم وثاني وثالث

علم النبيّ صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم بما أصاب المسكينة

في غربتها فأرسل إلى ملك الحبشة

فأعطاها مهرها وعقد للنبيّ صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم عليها.

إن هذا الزواج بقدر ما فيه من الناحية الإنسانية فهو أيضا تخطيط بعيد لامتصاص ما بنفس أبي سفيان من حقد على النبيِّ صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم

وأكبر من كرهه للإسلام.

وقد كان لهذا الزواج من الأثر الطيب ما جعل أبا سفيان يدخل في الإسلام ويفتح مكة أمام دولته الكريمة في يوم فتح مكة. . . . . .

فما رأيك في هذا الزواج؟ ؟

* * *

(٦) السيدة جويرة بنت الحارث رضي الله تعالى عنها وأرضاها

أبوها سيد بني المصطلق. . . .

دفعه غروره أن يعلن الحرب على الإسلام.

ولكن سرعان ما خاب أمله وانهزم جيشه وفرَّ رجاله وأسر نساؤه.

ووقعت السيدة جويرية أسيرة عند زيد بن قيس.

وأصاب بنت العز من الذل ما أصابها.

فذهبت إلى بيت النبيّ صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم

تستجدي عطفه وتسترحم قلب النبيّ الكريم.

يا رسول الله: -

أنا بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه.

وقد أصابني من البلاء ما تعلم

وأنا أستعين بك لتخلصني من الأسر. . .

فإن مثلي لا تصلح أمة تعامل معاملة العبيد. . . . .

وهنا رأى النبيّ صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم أن يعبر عن إنسانيته الكريمة مع بنت زعيم أعدائه.

فأعتقها. . . .

ثمَّ رفع عنها ذل الوحدة فعرض عليها وسام الشرف الأعظم بأن

تصبح من زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنَّ أجمعيين.

* * * أيُّ شرف هذا وأيُّ فضل؟ ؟ * * *

لقد سارعت إلى التلبية.

فكان لهذا الزواج أثر مبارك على كل بني المصطلق الذين وقعوا في الأسر.

<<  <   >  >>