للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[** حول معنى الهداية **]

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيِّ المصطفى

أما بعد

قال تعالى: مخاطبا نبيه الكريم صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم كما تحبه وترضاه

{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (٥١) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (٥٣) }

وقال تعالى: في آية أخرى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

القصص ٥٦

نعيش هذا اللقاء مع الآيتين الكريمتين. . . . . . . . .

وموضوع هداية الله تعالى وقد قدمت آية الشّورى على آية القصص تقديما للإثبات على النفي ونحن نرى الآية الأولى تثبت الهداية للنبيّ صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم كما تحبه وترضاه فتقول (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) ونرى الآية الثانية تنفي قدرة هداية الناس عن النبيّ.

وتثبت ذلك لله تعالى وحده قال تعالى:

(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)

وحتى لا تخطئ فهم القرآن أحب أن نتتبع معا كلمة الهداية في كل القرآن ليظهر لنا أنَّ لهذه الكلمة معنيين.

الأول: - هداية بمعنى الإرشاد إلى الخير.

وهذا ما أثبته القرآن للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولإخوانه من الأنبياء والصّالحين.

والثاني: هداية بمعنى التوفيق وانشراح الصدر للخير. . .

<<  <   >  >>