للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (١) عن وهب بن جرير عن شعبة به بنحوه.

وهذا إسناد صحيح.

وقد سئل الدارقطني عن حديث إسماعيل بن أبي خالد الذي أعلّه البخاري هنا فقال: هو محفوظ (٢). فيبدو أن الوهم من سالم البراد، وليس من الرواة عنه.

وذهب بعض العلماء إلي تصحيح الوجهين، وأن البراد سمعه من ابن عمر، ومن أبي هريرة، وأن ابن عمر بعد أن أخذ الحديث من أبي هريرة وعائشة صار يرويه عن النبي صلي الله عليه وسلم مباشرة بلا ذكر للواسطة، فيكون من مراسيل الصحابة، وهي مقبولة عند العلماء (٣).

قال أحمد شاكر: هذا الحديث من مراسيل الصحابة يقينا؛ فإن عبد الله بن عمر إنما سمعه من أبي هريرة، ومن عائشة حين صدقت أبا هريرة، وكانوا يصدق بعضهم بعضا فيروي أحدهم ما سمع من أخيه، ثقة به وتصديقا (٤).

وما ذكره احتمال يردّه أو يبعده أنه لم يرو هذا الحديث عن ابن عمر غير سالم البراد دون سائر أصحاب ابن عمر المعروفين بالرواية عنه. وسالم البراد ليس له عن ابن عمر في الكتب التسعة سوى هذا الحديث، وهو مقل من الحديث فأحاديثه في الكتب التسعة ثلاثة هذا أحدها، والآخر عن أبي هريرة الذي هو الوجه الآخر من وجهي هذا الحديث. وهذا يؤيد أن ذكر ابن عمر وهم من سالم، وأن الحديث حديث أبي هريرة كما صححه البخاري.


(١) (١/ ٣٩٦) ح ٤٣٤.
(٢) العلل (١١/ ١٦).
(٣) انظر: حاشية تحقيق شرح علل الترمذي (٢/ ٨٠٠)، وحاشية تحقيق المسند (٨/ ٢٧٤).
(٤) من تعليقه علي المسند (٦/ ٢٩٦) ح ٤٦٥٠.

<<  <   >  >>