للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو عيسى: وأبانُ بن أبي عيَّاشٍ وإنْ كان قد وُصفَ بالعبادةِ والاجتهادِ، فهذا حَالُه في الحديثِ، والقومُ كانوا أصحابَ حِفْظٍ، فَرُبَّ رجلٍ وإنْ كان صالحًا لا يُقيمُ الشَّهادةَ، ولا يَحْفَظُها، فكُلُّ من كان مُتَّهمًا في الحديثِ في الكذب، أو كان مُغفَّلًا يُخْطِئُ الكثيرَ، فالّذي اختارَه أكثرُ أهلِ الحديثِ مِن الأئمَّةِ أنْ لا يُشْتَغَلَ بالرِّوايةِ عنه، ألا تَرَى أنَّ عبد اللهِ بن المُبَاركِ حَدَّثَ عن قَومٍ من أهلِ العلمِ، فلمَّا تَبيَّنَ له أمرُهُم، تَركَ الرِّوايةَ عَنهُم.

[أخبرني موسى بن حِزامٍ، سَمِعتُ صالحَ بن عبد اللهِ يقولُ: كُنَّا عندَ أبي مُقاتلٍ السَّمرقنْديِّ (١)، فجعلَ يَرْوِي عن عَوْنِ بن أبي شَدَّادٍ الأحاديثَ الطِّوالَ التي كانت تُروى في وَصيَّةِ لُقْمانَ، وقَتْلِ سعيدِ بن


= وأخرج الطبراني في "الكبير" (٩١٦٥) أن ابن مسعود كان لا يقنت في شيءٍ من الصلوات إلا في الوتر قبل الركوع. قال الحافظ في "الدراية" ١/ ١٩٣: إسناده صحيح، وأورده الهيثمي في "المجمع" ٢/ ١٣٧، ونسبه للطبراني، وحسن إسناده.
(١) اسمه حفص بن سلم السمرقندي يروي عن الكوفيين والحجازيين، وهّاه قتيبة شديدًا، وكذبه ابن مهدي، وقال الذهبي في الكنى من "الميزان": هو أحد التلفى، وفي "لسان الميزان": حدث عن مسعر وأيوب وعُبيد الله بن عمر المناكير وكذبه وكيع، ووهاه الدارقطني، وقال ابن عدي: ليس هو ممن يُعتمد على رواياته، وذكره ابن حبان في "الضعفاء" ١/ ٢٥١ - ٢٥٢ فقال: كان صاحب تقشف وعبادة، ولكنه كان يأتي بالأشياء المنكرةِ التي يَعلَم مَنْ كتب الحديثَ أنه ليس لها أصل يرجع إليه، سئل ابن المُبارك عنه، فقال: خذوا عن أبي مقاتل عبادته وحسبكم.

<<  <   >  >>