للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدَّثنا ابن مَهْديًّ، قال: سمعتُ سفيانَ يقولُ: شُعبةُ أميرُ المؤمنينَ في الحديثِ (١).

حدَّثنا أبو بكرٍ، عن عليَّ بن عبد اللهِ، قال: سَمِعتُ يحيى بن سعيدٍ يقولُ: ليسَ أحدٌ أحبَّ إليَّ من شُعبةَ، ولا يَعْدلُهُ أحدٌ عِنْدي، وإذا خَالفَهُ سفيانُ، أخَذْتُ بقولِ سفيانَ.

قال عليٌّ: قلتُ لِيحيى: أيُّهُما كان أحفظَ للأحاديثِ الطِّوالِ، سفيانُ أو شُعبةُ؟ قال: كان شُعبةُ أمرَّ فِيها. قال يحيى: وكانَ شُعبةُ


(١) رجاله ثقات، عبد الله بن أبي الأسود: هو عبد الله بن محمد بن أبي الأسود البصري أبو بكر ثقة حافظ احتج به البخاري، وسفيان هو الثوري، وأخرجه ابن أبي حاتم في تقدمة "الجرح والتعديل" ١/ ١٢٦ عن أبيه، عن أبي بكر عبد الله بن أبي الأسود به.
وشعبة: هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري المولود سنة ٨٢ هـ والمتوفى سنة ١٦٠ هـ، ثقة حافظ متقن، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال، ووسع الكلام في الجرح والتعديل، واتصال الأسانيد وانقطاعها، ونقب عن دقائق علم العلل، وأئمة هذا الشأن من بعدُ تبعٌ له في هذا العلم، وهذا اللقب (أمير المؤمنين في الحديث) هو أعلى ألقاب الرواية عند المحدثين يعنون به أن صاحبه قد برع أهل زمانه في علم الحديث رواية ودراية، وقد فسر ابن أبي حاتم وصف شعبة بأمير المؤمنين في الحديث بقوله: يعني فوق العلماء في زمانه.
وقد ألف صديقنا المفضال الأستاذ العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رسالة وجيزة، أدرج فيها أسماء المحدثين الذين قيل في أحدهم: أمير المؤمنين في الحديث، جمع فيها من وصف بهذا اللقب، واقتصر على ذكر اسمه وتاريخ ولادته ووفاته، واسم بلده واسم الواصف له بهذا اللقب، وعلى ذكر اسم المصدر الوارد فيه ذلك، وهي نفيسة في بابها.

<<  <   >  >>