للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدَّثنا أبو بكرٍ، عن عليَّ بن عبد اللهِ، قال: قال يحيى بن سعيدٍ: مُرْسلاتُ مُجاهدٍ أحبُّ إليَّ من مُرْسلاتِ عطاءِ بن أبي رباحٍ بكثيرٍ، كان عطاءٌ يَأْخُذُ عن كُلَّ ضَرْبٍ (١).


= طرف المقود. والبرة: حَلْقة من نحاس تجعل في أحد جانبي أنف البعير للتذليل، والخِشاش: هو العود الذي يُجعل في أنف البعير يُشد به الزمام.
قال ابن رجب: يريد لا أسانيد لها، وهذا ذم لمن يرسل الحديث ولا يُسنده.
(١) رجاله ثقات.
قال ابن رجب: عطاء كان يأخذ عن الضعفاء، ولا ينتقي الرجال، وهذه العلة مطردة في أبي إسحاق السبيعي والأعمش والتيمي ويحيى بن أبي كثير والثوري وابن عيينة، فإنه عُرِفَ عنهم الرواية عن الضعفاء أيضًا، وأما مجاهد وطاووس وسعيد بن المسيب ومالك، فأكثر تحريًا في رواياتهم وانتقادًا لمن يروون عنه مع أن يحيى بن سعيد صرح بأن الكل ضعيف.
وقال الإمام الذهبي في "الموقظة" ص ٣٨ - ٤٠: فمن صحاح المراسيل مرسل سعيد بن المسيب ومرسل مسروق، ومرسل الصنابحي، ومرسل قيس بن أبي حازم ونحو ذلك، فإن المرسل إذا صح إلى تابعي كبير، فهو حجة عند خلق من الفقهاء، فإن كان في الرواة ضعيف إلى مثل ابن المسيب ضعف الحديث من قبل ذلك الرجل، وإن كان متروكًا أو ساقطًا وَهَنَ الحديث وطُرِحَ، ويوجد في المراسيل موضوعات.
نعم، وإن صح الإسناد إلى تابعي متوسط الطبقة كمراسيل مجاهد وإبراهيم والشعبي فهو مرسل جيد لا بأس به يقبله قوم ويرده آخرون.
وأوهى من ذلك مراسيل الزهري وقتادة وحميد الطويل من صغار التابعين، وغالب المحققين يَعُدُّون مراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات، فإن غالب رواية هؤلاء عن تابعي كبير عن صحابي، فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين.

<<  <   >  >>