للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التحذيرات والإرهاب الذي حفظه من صغره: من ألَّف فقد استهدف، والمؤلِّف يعرض عقله على الناس و ... هلم جرَّاً! !

أليس من كفران النعمة أن يمنحك اللهُ التوفيقَ فتُحقِّق كتاباً علمياً، لا يُوجد له طبعةٌ جيدة، أو تكتب موضوعاً مهماً وتجيد فيه، ثم تحبس الكتاب عندك باعتذرات واهية عديدة؟ !

أعظم اعتذار سمعته: أن الرسالة الجامعية (ماجستير، دكتوراه) تحتاج لبعض التعديلات خاصة بعد ملحوظات المناقِشَين، وأهم من ذلك تحتاج لتغيير جذري، ففرق بين الدراسة الأكاديمية والكتاب الذي يُراد نشره! فمن العيب أن يخرج كتابي وفيه ترجمة للإمام الشافعي مثلاً أو ابن رجب أو ... ضمن النص المحقق؛ لأنهما علمان معروفان لايحتاجان لتعريف أثناء التحقيق .... ويحتجُّ أيضاً بأن طريقة عرض المسائل في الدراسات الأكاديمية تختلف عن الكتاب المطبوع، ولعلي أتفرغ لها قريباً، وأقدمها للطباعة، وتمضي سنوات بل عقود، وتخرج رسائل في موضوع رسالة صاحبنا، والكتاب التراثي حقق مرتين أو ثلاثة، فزالت القيمة العالية لهذه الرسالة، وحصل الاكتفاء.

أود ـ علم الله ـ أن أذكر أمثلة عديدة، لكن سيُحرِج أصحابها ويسؤوهم! ! وما عليك سوى النظر في كشافات الرسائل الجامعية، لتعلم عظم الجناية على العلم وأهله في حبسها في رفوف الجامعة، وامتناع صاحبها عن نشرها.

ما الذي يمنع أن تَطبعَ رسالتك ـ إن لم تبدأ بالتعديلات خلال سنة من المناقشة ـ وتجعلَ ما تريد عملَه في طبعة تالية، وربما تأتيك إضافات من القراء واستدراكات عديدة، وهذا الرأي يقال أيضاً لأصحاب الصنف الثاني: المدققون في كتبهم حدَّ الوسواس، الراغبون في الكمال؟

<<  <   >  >>