والتدقيق المبالغ فيه في البحوث والتآليف، والتريث في إخراجها مع وجود الحاجة إليها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد
فثمة مسألتان مهمتان تسيران في خطين متوازيين، لا يسبق أحدهما الآخر، وهما كالخوف والرجاء، إن غلب أحدهما الآخر، ضل صاحبه وغوى!
١. مسألة الاستعجال في طباعة الكتب والبحوث، غفلةً عن المراجعة الضرورية، أو طلباً للشهرة، أو التجارة، أو استجرار قوام المكتب العلمي الذي يشرف عليه ... وما حصل من ذلك وغيره من عبث في التراث مؤلم أوجع الغيارى، وضجت الأمانة منه.
٢. ومسألة حبس الرسالة الجامعية، أو التأخير الشديد في نشر البحوث والتآليف؛ لأجل التدقيق المبالغ فيه، فيتأخر النشر، حتى يكون الكتاب بعناية الورثة، المستعينين ببعض الأيادي المستأجرة.
وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، وخير الأمور الوسط.
أما الأمر الأول، فكَتَب العلماء وطلبة العلم فيه كثيراً.
وأما الثاني: فلا أعلم من تحدث عنه في مقال أو بحث، وقد وجدت إشارات هنا وهناك، فجمعتها، نصيحة لنفسي ولأهل العلم، وكشفاً لأمر خفي من تلبيس إبليس! !
نرى رجلاً وفقه الله تعالى لبحث موضوع لم يُبحَثْ قبلُ، ـ سواء رسالةً جامعية أو بحثاً طوعياً ـ فيمضي فيه سنوات عديدة ويتمَّه، . . . . ثم لا ينشره، لأنه يحتاج لمراجعه، وأمام عينيه