للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأولى: الاستغناء عن التتبع.

الثانية: وقوفه على المقصود في زمن يسير.

الثالثة: الاطلاع على أمر زائد على مطلوبه، مناسب له.

لذا ترى العلماء في كل فن، يفردون أبواباً من العلم في مؤلفات مخصوصة ....... والجمع مختلف المراتب تقدماً وتأخراً" (١)

وهو ــ أعني الجمع والترتيب ــ من مقاصد التأليف الثمانية، التي لاينبغي لعاقل أن يؤلف في غيرها (٢)

قال الكاساني: " الغرض الأصلي والمقصود الكلي من التصنيف في كل فن من فنون العلم، هو تيسير سبيل الوصول إلى المطلوب على الطالبين، وتقريبه إلى أذهان المقتبسين " (٣)

ومن المتفق عليه عند أهل العلم، والعقلاء بعامّه؛ أن لايُخرج المرءُ مؤلَّفه إلا بعد تمحيصه وتحريره، وتكرير النظرِ فيه، وعرضه على العلماء، واجتلاب النصيحة له،

آخذاً في الاعتبار الحكمة المشهورة: " لايزال المرءُ في فسحةٍ من عقلِه، مالم يقل شعراً أو يصنِّف كتاباً" (٤)


(١) فوائد النيل بفضائل الخيل ص ٢٢ ـ ٢٣ بتصرف واختصار
(٢) انظر: ذكر أربعة منها ابن فارس في الصاحبي ص ٣١، وذكر الباقي ابن حزم في رسالته عن فضل الأندلس ورجالها (٢/ ١٨٦ ــ رسائله) وفي رسالته التقريب لحد المنطق (٤/ ١٠٣ ــ رسائله) وبعض العلماء نسبها إلى رسالته (نقط العروس ... ) ولم أجد المسألة فيها، وانظر: إضاءة الراموس وإضافة الناموس على إضاءة القاموس للشرَكَي الصميلي ٢/ ٢٨٨ ـ ٢٨٩، أزهار الرياض للمقرّي ٣/ ٣٣، حقوق الاختراع والتأليف في الفقه الإسلامي للشهراني ص ٨٥
(٣) بدائع الصنائع ١/ ٦٤، أفاده الشيخ حسين الشهراني في "حقوق الاختراع .. " ص ٨٧
(٤) الطيوريات ص ٢٨٩ ط. البشائر، الجامع للخطيب ٢/ ٢٨٣، ربيع الأبرار ٣/ ٢٣١، معجم الأدباء ١/ ١١

<<  <   >  >>