للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"وقد يذكر لأحد الأئمة، قول إمام آخر في أحد الرواة، فيجيب بما ظاهره تضعيف الراوي، وفي الحقيقة، إنما يقصد تضعيف قول ذاك الإمام، انظر مثالاً على ذلك في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٤/ ٤٠ (١).

قال ابن الوزير اليماني - رحمه الله -: " أهل مراتب الاستشهاد في مراتب التعديل ومراتب التجريح، هُم هم، ولكن إذا سئل أحد الأئمة عن أحد هؤلاء مقروناً بغيره من الضعفاء، رفعه عن الضعيف بعبارة تعديل، وإن لم يكن قد ثبته، فهؤلاء أهل مراتب التعديل.

وإذا سئل عن أحد هؤلاء، مقروناً بأحد الثقات، ضعف هذا الراوي، وإن لم يكن قد أسقطه، فهؤلاء أهل مراتب التجريح ... " (٢) ا. هـ بمعناه.

قال أبو الوليد الباجي - رحمه الله -: " واعلم أنه قد يقول المعدِّل: فلان ثقة، ولا يريد به أنه ممن يحتج بحديثه، ويقول: فلان لا بأس به، ويريد أنه يحتج بحديثه؛ وإنما ذلك على حسب ما هو فيه، ووجه السؤال له، فقد يُسأل عن الرجل الفاضل في دينه، المتوسط في حديثه، فيقرن بالضعفاء، فيقال: ما تقول في فلان وفلان؟ فيقول: فلان ثقة، يريد أنه ليس من نمط من قرن به، وأنه ثقة بالإضافة إلى غيره .. " (٣).

نقل هذا الكلام ابن حجر في اللسان ١/ ١٧ ثم السخاوي في فتح المغيث ٢/ ١٢٧، ثم المعلمي في التنكيل ١/ ٦٥ مع إضافات عليه (٤).


(١) أفاده في شفاء العليل ص ٥٢٢.
(٢) توضيح الأفكار للصنعاني، أفاده في شفاء العليل ص ٢٨٢.
(٣) التعديل والتجريح ١/ ٢٨٣، وانظر المثال على ذلك تاريخ الدارمي عن ابن معين ص ٦٢٣، وتهذيب التهذيب ٨/ ١٦١.
(٤) وانظر: التسهيل في علم الجرح والتعديل لإبراهيم السعيد خليل ص ٢١٧، شفاء العليل ص ١٣٣، الرفع والتكميل ص ٢٦٣، الجرح والتعديل لللاحم ص ٤٤٣ - ٤٤٤.

<<  <   >  >>