٢٦ - حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ ابْنِ أَخِي سَالِمِ بْنِ ⦗٥١⦘ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: كَانَ فِينَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ طَارِقٌ , قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ أَوْ مَرَّةً , رَأَيْتُهُ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَقَدْ دَمِيَتْ عُرْقُوبَاهُ , وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ، يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ". وَرَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ يَرْمِيهِ، يَقُولُ: لَا تَسْمَعُوا مِنْهُ، هَذَا الْكَذَّابُ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا الْمُقَدَّمُ؟ قَالُوا: مُحَمَّدٌ، وَهَذَا الْمُؤَخَّرُ عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ. ثُمَّ قَدِمْنَا بَعْدُ , فَنَزَلْنَا قُرْبَ الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مِمَّنِ الْقَوْمُ؟ قُلْنَا: مِنْ مُحَارِبٍ. قَالَ: «مِنْ أَيْنَ؟» قُلْنَا: مِنَ الرَّبَذَةِ. قَالَ: «هَلْ مَعَكُمْ شَيْءٌ تَبِيعُونَهُ؟» قُلْنَا: نَعَمْ، هَذَا الْجَمَلُ. قَالَ: «بِكَمْ؟» . قَالَ: قُلْنَا: بِكَذَا وَكَذَا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ. قَالَ: فَأَخَذَ بِرَسْنِهِ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةَ، قُلْنَا: أَيُّ شَيْءٍ صَنَعْنَا، بِعْنَا جَمَلَنَا مِمَّنْ لَا نَعْرِفُهُ. وَمَعَنَا ظَعِينَةٌ بِجَنْبِ الْحَائِطِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا كَأَنَّ وَجْهَهُ الْقَمَرُ لَنْ يَخِيسَ بِكُمْ، أَنَا ضَامِنٌ لَكُمْ ثَمَنَ الْبَعِيرِ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَنَا رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ، يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ هَذَا التَّمْرِ حَتَّى تَشْبَعُوا، وَتَكْتَالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا. قَالَ: فَفَعَلْنَا ذَلِكَ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ , أُمَّكَ، وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ، وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ» فَضَجَّ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ حَوْلَ الْمِنْبَرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَا هُنَا نَاسٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ يَرْبُوعٍ , أَصَابُوا مِنَّا دَمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَائْذَنْ لَنَا بِثَأْرِنَا. قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَافِعًا يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «أَلَا لَا تَجْنِي أُمُّ وَلَدٍ عَلَى وَلَدِهَا»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute