٤ - ثم يقال لهم: هل أنتم مهتدون .. ؟
فإن قالوا: نعم، قيل لهم: إن الهداية كما أخبر الله تعالى لا تتم إلا باتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ... } [النور: ٥٤]. وأنتم غير مطيعين له .. فكيف اهتديتم .. وأنتم لسيرة سيد المرسلين رفضتم؟ ! فأنتم بنص القرآن الكريم .. الذي تزعمون أنكم تأخذون به .. غير مهتدين .. ! فكن يا عبد الله من الفطنين.
٥ - ثم يُسألون: هل أنتم متبعون للرسول - صلى الله عليه وسلم - طاعة لله كما أمر بذلك قال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: ١٥٨].
فإن قالوا: نعم، قيل: فكيف تحققون هذا الاتباع .. ! ؟ ما دمتم عن سيرة سيد الخلق ناكسون.
ولا أدري بماذا يجيبون .. ؟ ! بل سيصعقون .. ! وأما العقلاء منهم فسيتراجعون ويهتدون.
ولعل هذه من أكبر الحجج عليهم، فإن الله أمر المؤمنين كلهم إلى يوم القيامة باتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ... وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: ١٥٨].
فكيف يحقق المؤمنون هذا الاتباع بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - بقرون .. إلا بأخذ ما نقلته الأمة المزكّاة من الله تعالى، من سيرته العطرة، وسنته الطاهرة، بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم -.
فإن كانت السنة لم تُحفظ كما زعمتم .. ! فكيف يكلف الله الأمة بأخذ شيء غير موجود، وكيف يأمر بأمر يعجز الناس عن فعله .. ! وهو القائل: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ... } [البقرة: ٢٨٦].
تالله لا يأمر بمثل هذا سلطان عادل .. فكيف برب العدل والسلاطين سبحانه ..
اللهم اشهد أنا بك وبكتابك وبنبيك وسنته وصحابته وعدلهم وصدقهم من المؤمنين ..
٦ - ثم يقال لهم: إن الله أمر نبيه ببيان ما أنزل إليه .. {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ... } [النحل: ٤٤]
فكيف سيبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدين! ؟ أليس بأقواله .. وأفعاله .. فإذا رددتموها .. فكيف وصلكم البيان .. أم أنتم أعلم وأفقه من الصحابة تفهمون بلا بيان؟ ! ؟