فالسنة؛ هي التي دلتنا على الدين قبل القرآن، وتالله لولاها لما عرفنا رباً، ولا تعلمنا ديناً، ولا قرأنا قرآناً، وإذن لا يتم الدين، ولا معرفة الشريعة إلا بها، فهي التي تُفصّل لنا مجمل القُرآنِ، وتفسّر مُبْهَمة، وتقيّد مُطلَقه، وتُخصّص عَامَّه، فضلاً عن أنها تضيف أحكاماً ليست في القرآن، حتى قَالَ مَكْحُولٌ رحمه الله تعالى:"القُرْآنُ أَحْوَجُ إِلَى السُّنة مِنَ السُّنة إِلَى القُرْآنِ"(١) .. أليس منكم رجل رشيد .. ؟ !
٨ - ثم يقال لهم: كيف تعرفون أركان الإسلام، وأحكامه، وتفاصيله .. كيف تصلون! ؟ كيف تزكون! ؟ كيف تصومون! ؟ وكيف تحجون .. ؟ ! وكيف .. تعرفون الحلال والحرام .. وكيف .. وكيف .. ؟ ! إذا لم تأخذوا بالسنة .. ؟ !
وإذا لم يعرف المرء أحكام الإسلام، وأركانه، سقطت هذه الأحكام والأركان .. ومن أسقط ركناً من أركان الإسلام .. فليس بمسلم، فكيف إذا أسقط الأركان كلها .. !
وعلى أصحاب هذه الأفكار أن يبيحوا أكل الحمير الأهلية والكلاب .. والثعابين والذئاب .. فكل أولئك غير محرّم في الكتاب! ! ؟ ؟ .
٩ - من المعلوم ضرورة من دين الإسلام؛ أن الله تعالى أمر بالإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام بعامّة .. وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - بخاصّة .. وجعل ذلك ركناً من أركان الإيمان .. فقال سبحانه:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ... }[آل عمران: ١٧٩].
ولم يقتصر على إيجاب الإيمان بالرسل فحسب، بل أمر باتباعه بقوله:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[الأعراف: ١٥٨].