للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فهل المقصود بالإيمان بالأنبياء؛ الإيمان بأسمائهم .. وأنسابهم .. وأشكالهم .. فحسب! ! أم المقصود؛ الإيمان بأقوالهم .. والاقتداء بأفعالهم .. والتأسي بسيرهم.

ومما لا ريب فيه؛ أن الإيمان بالرسل هو التصديق بما أخبروا، والعمل بما أمروا، والانتهاء عما نهوا عنه.

وعليه؛ لا يصح إيمان، ولا يقبل عمل إلا بالإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، وليس المقصود بالإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - مجرد الإيمان بوجوده، وبشخصه وباسمه وبتبجيله ومحبته .. إنما المقصود من الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبأقواله، والإقتداء بأفعاله، وقبول أحكامه، ولزوم هديه - صلى الله عليه وسلم -، ومن ادعى الإيمان بالأنبياء ولم يأخذ بسنتهم .. فهو كاذب .. فكيف بمن يدعو لإنكار سنة سيدهم محمد - صلى الله عليه وسلم - .. قليلاً من الفهم والحياء يا دعاته العقول .. !

١٠ - لذلك؛ كان الإعراض عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووحيه ضلالاً مبيناً، وتَرْكُ الأخذ بها فتنة عظيمة، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: ١٢٤].

فليحذر المسلم من الدخول في هذه الفتنة العظيمة، فهي من أعظم الفتن على الإسلام والمسلمين.

وكثير من أولئك الذين افتتنوا في هذه المسألة؛ كانت فتنة بعضهم أن انتكسوا عن الإيمان، وارتدوا عن الإسلام، أو ارتكسوا عن التقوى والهداية، إلى الفساد والغواية, عقوبة لهم في هذا؛ مصداقاً لقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: ٦٣]. هذا في الدنيا، وما أعدّه الله في الآخرة لمن يرد سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - أشدّ وأنكى، قال سبحانه: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: ٤٢].

أفبعد هذا البيان من بيان .. ؟ !

أفبعد هذا التهديد للذين لا يأخذون بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تهديد .. ؟ !

تالله إن آية واحدة تكفي للعاقل الصادق, فكيف بعشرات الآيات, تصدح بوجوب اتباع الرسول، وتصدع بحرمة مخالفته.

<<  <   >  >>