للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ / بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ / فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ? (الآيات ١٧ ـ ٣٠، الروم) .

في هذه الآيات الطيبات، نجد أنّ وضع القضية، معرفةُ الله وتعظيمه وتمجيده، في توحيده المؤكد لصدق الإيمان به ... ثم يأتي الحديث عن تدبير الله الحكيم للأشياء، وعن آيات الكون، ثم تأتي الإشارة الدقيقة إلى أولئك الذين ظلموا أنفسهم باتباع أهوائهم، وبُعدهم التام عن نهج العقل وهدايته ... أولئك الذين لم يستندوا إلى علم، أو هُدّى من عقل، أو كتابٍ مُنير، ولم يسلكوا طريق العلم، المؤدّي إلى المعرفة بالله ... ثم يأتي التوجيه الإلهي إلى الدين الحق، مع الإشارة إلى أنّ الدين القائم على العلم، يُطابق الفطرة الإنسانية، أي الفطرة الأولى الأصلية التطر فَطَرَ النَّاس عليها، والفطرة الحاليّة، التي تتلخّص في العلم والعقل واستعمالهما الاستعمال الصحيح.

ولننظر بعين العقل إلى هذه الآيات: ?أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ / وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ / وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ / وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ? (الآيات ٣٠ ـ ٣٣، الأنبياء) .

<<  <   >  >>