فلوا أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرت
وكان الشاعر في الجاهلية إذا نبغ في قبيلة ركبت العرب إليها فهنأتها به، لذبه عن الأحساب، وانتصارهم به على الأعداء. وكانت العرب لا تهنئ إلا بفرس ينتج أو مولود ولد، أو شاعر نبغ هكذا زعمت علماء العرب. وقال سليمان بن عبد الملك ليزيد بن المهلب: من أعز أهل البصرة؟. قال: نحن وحلفاؤنا من ربيعة. فقال عمر بن عبد العزيز - وكان حاضراً -: من تحالفهم عليه أعز وكانت بنو بكر بالبصرة حلفاء الازد ويداً معهم على بني تميم. وكذلك كانت في الجاهلية أشد الناس عداوة لبني تميم، وأكثرهم غارات على قرابة ما بينهما. قال العجاج:
إن تميما كان شيخا نائلاً ... زوج هنداً بنت مر وائلا
وكان تميم بن مر خال بكر بن وائل، وذلك أن وائل تزوج هند بنت مر وتزوج بكر هند بنت تميم. وقال عمرو بن دراك العبدي يعيب تحالف الازد على تميم:
وإني إن قطعت حبال قيس ... وحالفت المزون على تميم
لأعظم فجرة من أبي رعال ... وأجور في الحكومة من سدوم