الشاعر عند العرب أفضل من الخطيب، وكانت تهنأ بالشاعر إذا نبغ، إلا أن المحدثين أخرجه عن جده، وجعلوه مكتسباً حتى قالوا: الشعر أدنى مروة السرى، وأسرى مروة الدنى. وكانت العرب تأنف عن الطلب بالشعر. قال شاعرهم:
وإني لأستبقي إذا العسر مسني ... بشاشة وجهي حين تبلى المنافع
فاعفي قرى قومي ولو شئت نولوا ... إذا ما تشكى الملحف المتصارع
مخافة أن أخلي إذا جئت زائراً ... ويرجعني نحو الرجال المطامع
فاسمع منا أو أشرف مرغماً ... وكل مصادي نعمة متواضع
وقال:
وإني امرؤ لا أسأل الناس مالهم ... بشعري ولا تعي علي المكاسب
وقال عبيد:
من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب
ومدح ابن ميادة أبا جعفر المنصور وقال:
فوجدت حين لقيت أيمن طائر ... ووليت حين وليت بالإصلاح