للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولولا سبيل سنها الشعر ما ذرى ... بغاة العلا من حيث تبنى المكارم

ترى حكمه ما فيه وهو فكاهة ... ويقضي بما يقضي به وهو طالم

وكان عمرو بن الأهتم خطيبا، شاعرا، جميلا، وكان يقال له المكحل وابنه نعيم بن عمرو من أجمل الناس، فلما رأى الحسن بن علي رضي الله عنهما جمال عمرو تزوج ابنته أم حبيب فوجدها قبيحة، فطلقها، وأخوه عبد الله بن الأهتم جد خالد ابن صفوان الخطيب، وآل الأهتم كلهم خطباء، وعبد الله القائل لابنه: يا بني إنا أهل بيت يتوارث علما قل ما طلبنا به حاجة إلا أدركناها وأدبا قل ما أردنا به منزلة إلا نلناها. يا بني لا تطلب الحاجة إلا من أهلها، ولا تطلبها إلا في حينها، ولا تطلب ما لست له مستحقا، فأنك إن فعلت ذلك كنت حقيقا بالحرمان.

وقال علي بن الحسين: العقل أمير والأدب وزيره، فإذا لم يكن وزير ضعف الأمير، فأن لم يكن أمير بطل الوزير.

وقال معاذ: صحبة العاقل في لحج البحار وأهوال القفار أشهى إلى من صحبة الجاهل في مجلس بين جنات وأنهار، فيها ألوان الأطعمة والثمار.

وفد عمرو بن الأهتم مع قيس بن عاصم على النبي صلى الله عليه وسلم مع جماعة من بني تميم، فبادروه من وراء الحجرات، ففاخروه، وشاعروا شاعره حسان وخطيبه ثابت بن قيس، فقال قيس بن عاصم، والله لشاعرهم اشعر من شاعرنا وخطيبهم أخطب من خطيبنا، فلما أسلموا وأعطاهم صلى الله عليه وسلم كان عمرو متخلفا في رجالهم فذكره قيس بن عاصم، وأراد أن يستميح له النبي صلى الله عليه وسلم فقصر به بالذكر فألحقه النبي عليه السلام بهم، فقال عمرو يهجو قيسا:

ظللت مفترس الهلباء تشتمني ... عند النبي، فلم تصدق ولم تصب

إن تشتموني فإن الروم أصلكم ... والروم لا تملك البغضاء للعرب

<<  <   >  >>