للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سرى في جليد الليل حتى كأنما ... تخرم بالأطراف شوك العقارب

فسلمت والتسليم ليس يسرها ... ولكنه حق على كل جانب

فردت سلاماً كارها ثم أعرضت ... كما انحازت الأفعى مخافة ضارب

فقلت لها لا تفعلي ذا براكب ... أتاك مصيب ما أصاب فذاهب

ولما تنازعت الحديث سألتها ... من الحي قالت معشر من محارب

من المشتوين القد ممن تراهم ... جياعاً وريف الناس ليس بناضب

ولما بدا حرمانها الضيف لم يكن علي مناخ السوء ضربة لازب

وقال بعضهم يهجو بلال المحاربي:

يقولون آتينا البعير وماله ... سنام ولا في ذروة المجد غارب

أرادت وذا كم من سفاهة رأيها ... لأهجوها لما هجتني محارب

معاذ إلهي إنني لعشيرتي ... ونفسي عن ذاك المقام لراغب

وأنشد المبرد لرجل من عبد القيس يهجو باهلة:

أباهل ينبحني كلبكم ... وأسدكم لكلاب العرب

ولو قيل للكلب يا باهلي ... عوى الكلب من لؤم هذا النسب

وأنشد:

سل الله ذا المن من فضله ... ولا تسألن أبا وائله

فما سأل الله عبد فخاب ... ولو كان من لؤم هذا النسب

هذا على أن لباهلة في الإسلام شرفاً باذجاً، ومنهم رجال لهم صيت، وفيهم كرم ومروءة ودين ورياسة. ومنهم أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومنهم المستورد بن قدامة الشاهد على نسب زياد ومنهم

<<  <   >  >>