للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال الجاحظ: قال شيخ من المسجد: ما كنت أريد أن أجلس إلى قوم إلا وجدت من يحدث عن الحسن، ويروي عن الفرزدق، وينشد له.

وحدث الرياشي قال: كان الفرزدق يخرج من منزله فيرى بني تميم والمصاحف في حجورهم فيسر لذلك، ويقول: إيه! فدى لكم أبي كذا. والله كان أبركم.

وهو القائل في آخره عمره حيث تعلق بأستار الكعبة، وعاهد الله ألا يكذب ولا يشتم مسلماً:

ألم ترني عاهدت ربي وإنني ... لبين رتاج قائم ومقام

على حلفة لا أشتم الدهر مسلماً ... لا خارجاً من في زور كلام

أراد أن ينشد هذه القصيدة الحسن البصري، وفيها هجا إبليس، فتوقف عليه، فقال الفرزدق: لئن لم تسمعها مني لاخرجن فأقول للناس إن الحسن البصري ينهى عن هجاء إبليس. فأنشده القصيدة وفيها:

أطعتك يا إبليس تسعين حجة ... فلما انقضى عمري وتم تمامي

فررت إلى ربي وأيقنت أنني ... ملاق لأيام المنون حمامي

قال أبو عبيدة: كان الفرزدق قد حج وعاهد الله بين الباب والمقام

<<  <   >  >>