وكان بنو العجلان يفخرون باسم أبيهم، وإنما سمي العجلان لتعجيله القرى للضيفان فكان ذلك شرفاً لهم، فلما هجاهم النجاشي جزعوا منه فوسموا به إلى اليوم.
وكان ابن مقبل من الشعراء الحذاق المجودين. وكان يجيد البديع في شعره. وقال عبد الملك بن مروان للأخطل: أي الناس أشعر؟ قال: العبد العجلاني. قال: لم ذاك؟. قال: وجدته قائماً في بطحاء الشعر، والشعراء على الحرفين.
ويقال إن عمر رضي الله عنه قال للنجاشي: أما قولك
تعاف الكلاب الضاريات. . . . البيت
فلا أعذرك فيه وحسبه وضربه.
حدث الزبير بن بكار قال: قال رجل:
ليهن ابن بهثة ما عنده ... فلست وإن حسدوا حاسدا
مهاتان لونها واحد ... يعلانه ثغراً باردا
فبورك فيه وفي أهله ... وفي ماله ونما صاعدا
فاستعدى عليه عمر بن الخطاب وقال: نسب بزوجي. فقال: ما أسمع بأساً وعلى ذاك لا أسمع رجلا ذكر حرمة رجل إلا نكلت به.
والعرب تمدح فترفع، وتهجو فتضع، فإذا مدحت الشيء بلطافتها وذلاقة ألسنتها اختير وبسط عذره، كما غطيت بالهجاء محاسنه. ألا تسمع إلى قول الأول:
فعين الرضا عن كل عين كليلة ... لكن عين السخط تبدى المساويا