للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعض الوزراء لعامل قبيح الأثر عزله ثم أعاده إلى عمله إنا امتحناك فما طاب خبرك، ولا حسن أثرك، ولا ساعدك رجاء، ولا تبعك ثناء. ما نقصناك ثغرك ثم لا يتبع فيه نظر لا استقصاء معه، ثم أطافت الرعاية بك، وعطفت التقيا عليك، فاستأنفنا اصطناعك، ورددنا إليك عملك، فقابل الإنعام بأحسن شكرك، والنعمة بأوفر نصحك إن شاء الله.

وقال أبو الطبيب المتنبي يعاتب علي بن حمدان:

يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

أعيذها نظرات منك صادقة ... أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوار والظلم

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم

يا من يعز علينا أن نفارقه ... وجداننا كل شيءٍ بعدكم عدم

ما كان أخلقنا منكم بتكرمة ... لو أن أمركم من أمرنا أمم

إن كان سركم ما قال حاسدنا ... فما لجرح إذا أرضاكم ألم

وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة ... إن المعارف في أهل النهى ذمم

كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم ... ويكره الله ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب والنقصان من شرفي ... أنا الثريا وذان الشيب والهرم

ليت الغمام الذي عندي صواعقه ... يزيلهن إلى من عنده الديم

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ... ألا نفارقهم فالراحلون هم

<<  <   >  >>