وفر أبو الصهباءِ إذ حمس الوغى ... وألقى بأبدان السلاح وسلما
فأيقن أن الخيل أن يلتمس به ... هنا عرسه أو يملأِ مأتما
ولو أنها عصفورة لحسبتها ... مسومة تدعو عبيداً وأزنما
فررتم ولم تلووا على مرهفاتكم ... لو الحارث المقدام يدعى لأقدما
فألفين بسطاماً حريصاً بنفسه ... وغادرن في كرشا لدنا مقوما
فإن يك في يوم الهباء ملامة ... ويوم الغبيط كان أخزى وألوما
وفاض أسيرا هانئٍ وكأنما ... مفارق مفروق تعشين عندما
أبو الصهباء بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد الله بن الحارث بن همام بن مرة أغار وهو الحوفزان بن شريك، والأسود بن شريك على بني شيبان يوم الغبيط متساندين على ثلاثة ألوية على بني يربوع، فساروا حتى نزلوا بطن الأناد، وبلغ بني يربوع الخبر، فنذروا به، فقال سويد: لا مطمع فيهم إذ خذلتم، ثم أغاروا، فلقيتهم بنو يربوع بمجمع شعبتي الفردوس، فاقتتلوا قتالا شديداً، فانهزمت بنو شيبان، وأخذ سويد بن الحوفزان وزيد بن سويد بن شريك وحماهم بسطام حين أنهزموا، فكان في أخريات القوم، وألح عليه فارسان من بني يربوع وكان دراعاً، وكان على ذات النسور، وكانت إذا أخذت
في السهل لم يتعلق شيء من خليهم بها، فإذا وعثت كادوا يلحقونها، فأخذ درعه فوضعها بين يديه على قربوس