للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

طأطأت رأسي فجازوني ولو وقفوا ... طأطأته أبداً أو يبلغ الحوتا

قالوا تعير بعد اليوم قلت ذرا عاري علي وقوما أنتما موتا

ورب جبان إن ألحي كان شجاعاً. وكان في بني ليث رجل جبان بخيل فخرج رهطه غازين وبلغ ذلك ناسا من بني سليم، وكانوا أعداءهم، فلم يشعر الرجل إلا بخيل قد أحاطت بهم، ولم يجد مفرا، فجلس ثم أبرز كنانته وأخذ قوسه، وقال:

ما علتي وأنا حديد نابل ... إن لم أقاتلكم فأمي هابل

أكل يوم أنا عنكم نائل ... لا أطعم القوم ولا أقاتل

الموت حق والحياة باطل

ثم جعل يرميهم حتى ردهم ومنع الحي، فصار بعد ذلك سمحاً معروفاً. وهذا كما قيل: مكره أخاك لا بطل. هكذا جاء أخاك مقصور مبنى.

وقال آخر في الصبر على الحرب:

أبو أن يفروا والقنا في نحورهم ... ولم يرتقوا من خشية الموت سلما

ولو أنهم فروا لكانوا أعزة ولكن ... رأوا صبراً على الموت أكرما

وقال آخر يرثى عبد الله بن ناشرة، وكان غلب على سجستان أيام ابن الزبير وتغير الذين أسموه، وقتله عبد العزيز بن عبد الله بن عامر.

ألا لا فتى بعد ابن ناشرة الفتى ... ولا خير إلا قد تولى وأدبرا

لحى الله قوماً فيهم أسلموك وقدروا ... عناجيج أعطتها يمينك ضمرا

أما كان فيهم فارس ذو حفيظة ... يرى الموت في بعض المواطن أعذرا

يكر كما كر الكليبي صهره ... وماكر إلا ضيقة أن يعيرا

<<  <   >  >>