للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القعود عن الخوارج خرج إلى النخيلة في ستة آلاف فارس، وأقام بين دباها ودبيرا خمسة أيام فقال الشاعر فيه:

إن القناع سار سيراً ملسا ... بين دباها ودبيراً خمساً

وقتلت الخوارج امرأة بحذائه، ليس بينها وبينهم غير الجسر، وقتلوا أباها بين يدها. وكانت تستغيث بالقناع هي وجماعة من النساء قتلن معها والناس يتفلتون للخروج، والقناع يمنعهم حتى رحلت الخوارج ورجع بالناس إلى الكوفة دون قتال، ومضوا موفورين. وكان الحارث بن عبد الله يجلس هو وعمرو بن عبد الله بن صفوان، ما يكادان يفترقان. وكان عمرو يبعث إلى الحارث في كل يوم بقربة من ألبان إبله فاختلف بينهما، فأتى عمرو أهله فقال: لا تبعثوا إلى الحارث باللبن، فأنا لا نأمن أن يرده علينا. وانقلب الحارث إلى أهله فقال: هل أتاكم اللبن؟. قالوا: لا فلما راح الحارث مر بعمرو بن عبد الله فقال: يا هذا لا تجمعن علينا الهجرة وحبس اللبن. فقال: أما إذا قلت هذا. فو الله لا يحملها إليك غير فحملها من داره إلى دار الحارث وبينهما بعد كثير.

وكان حمزة بن عبد الله بن الزبير من أجود الناس على جبن فيه وضعف. وأمه تماضر بنت زياد بن منظور بن سياد، من بني مازن بن فزارة. وكان يقال فيه: اعجب لأجود

الناس من أبخل الناس، ولأجبن الناس من أشجع الناس،

ومدحه الفرزدق فقال:

<<  <   >  >>