وكان الفرزدق كثير الانتجاع للشرفاء بالمدينة، ولذلك شكاه أهل المدينة لعمر بن عبد العزيز في وقت خصاصة، فأمره بأن لا يتعرض لهم، ودفع إليه أربعة آلاف درهم. وكان سعيد هذا من أكثر قريش مالا. يقول إذا أبرقت السماء: أمطري حيث شئت، فلا تمطين على بلد إلا ولى فيه مال.
وكان محمد بن الديباج بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يفد على الأمراء، فإذا انصرف مر بابن عمه سعيد بن خالد فأقام عنده بعض المقام، فقيل له في ذلك فقال: إنه يصلني كلما مررت به بألف دينار، وهى تقع منا موقعاً.
وسعيد هو أبو سلمى التي يقول فيها الوليد بن يزيد بن عبد الملك:
دعوا إلي بسلمى والشراب وقينة ... منعمة حسبي بذلك مالاً
خذوا ملككم لا بيت الله ملككم ... فليس يساوي في الحياة عقالاً
إذا ما صفا عيشي برملة عالج ... وعانقت سلمى لا أريد بدالا
ومر الفرزدق بعد نهى عمر له بعبد الله بن عمرو بن عثمان وهو جالس في دهليزه وعليه عمامة خز حمراء، وجبة خز ومطرف. قال: