للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فإِنَّكَ إِنْ أَعْطَيْتَ بَطْنَكَ سُؤْلَهُ ... وفَرْجَكَ نالا منتهى الذَّمِّ أَجْمَعَا

ويقولون: سافرنا في (العواشِرِ)، وصمنا (العواشِرَ) (١)، يعنون عَشْرَ ذي الحجة. والعواشِر إنَّما هي جمعُ عاشِرة. والصوابُ أنْ يُقال: سافَرْنا في العَشْرِ، وصُمْنَا العَشْرَ. قال أبو العميثل (٢):

لقيتُ ابنةَ السَّهْمِي زينبَ عن عُفْرِ ... ونحنُ حَرامٌ مُسْيَ عاشِرَةِ العَشْرِ

وإنِّي وإيَّاها لَحَتْمٌ مَبِيتُنا ... جميعًا وسَيْرانا مُغِذٌّ وذُو فَتْرِ

ويقولون لِهَنَةٍ جوفاء من نحاسٍ يَصفِرُ فيها الغلامُ: (صُفَّارة)، بضم الصاد. والصوابُ: صَفَّارة، بفتحها (٣).

ويقولون: (عايَرْتُ) (٤) فلانًا بكذا. والأفصحُ: عَيَّرْتُهُ كذا، كما قالَ النَّابغةُ (٥):

وعَيَّرَتني بنو ذُبْيان خَشْيَتَهُ ... وهلْ عَلَيَّ بأنْ أخشاكَ مِن عارِ

فأمَّا بيتُ المقَنَّع الكندي (٦):

يُعَيِّرُني بالدَّينِ قومي وإنَّما ... تَدَايَنْتُ في أشياءَ تُكْسِبهُم حَمْدا


(١) تثقيف اللسان ١٩٣.
(٢) أمالي القالي ١/ ٩٨. وأبو العميثل هو عبد الله بن خليد الأعرابي، ت ٢٤٠ هـ. (الفهرست ٧٨، واللآلي ٣٠٨، وإنباه الرواة ٤/ ١٤٣).
(٣) اللسان (صفر).
(٤) تثقيف اللسان ١٩٤.
(٥) ديوانه ٨٣، وروايته: قد عيرتني ... أخشاك.
(٦) شرح ديوان الحماسة (م) ١١٧٨. والمقنع هو محمد بن مظفر، أموي (الشعر والشعراء ٧٣٩، واللآلي ٦١٥، وشرح شواهد المغني ٣٧٢).

<<  <   >  >>