ما ضرَّ مثلك لائم إلاَّ كما ... قد ضرَّ أقمار الدجنَّة نابح
ولقد يجدد فيك جرح حشاشتي ... طيرٌ على البان المرنَّح صادح
يا فرط ضعفي حيث صرت فريسة ... وحمام بانات الحمى لي جارح
عجباً لشخصك نافراً جرح الحشا ... فهو الغزال لديَّ وهو الجارح
وتغزل الأشعار فيك كواسد ... ولهنَّ في مدح الجمال منادح
وفي ابن محمود المحامد حقها ... فغدت إلى علياه وهي طوامح
وزكت أحاديث الورى عن مجدِهِ ... فجميع ما يحكون عنهُ مدائح
الكاتم الصدقات وهي شهيرةٌ ... كالمسك يكتم وهو شيء فائح
والقائل الكلمات يقدر قدرها ... سوَر الكلام كأنهنَّ فواتح
من كلِّ ساجعة السطور كأنما ... همزاتها وُرْقٌ هناك صوادح
وفريدة قد أقرحت عن مثلها ... فطن الورى فلذاك قيل قرائح
وَارِي الزنادِ فضائلاً وفواضلا ... هذا وما فيه لعمرك قادح
يجدي ويسبح في الثناءِ فيحتوي ... أمد العلى فهو الجواد السابح
ويزين رفعة بيته بجلالهِ ... فكأنَّما هي في السماء مصابح
في كفِّهِ قلمٌ كأنَّ رِشاءه ... للرزقِ والدرر النفيسة مائح
خافت مهابته الرماح فأذعنتْ ... حتَّى تخوّفه السماكُ الرامحُ
يا مانحي غرر اللهى متبسِّماً ... والعام مغبرّ الأسرَّة كالح
جرَّدتني سيفاً بمدحك قائماً ... حتى تضمّ عليَّ ثرايَ صفائح
فلأشكرنَّك في القريض بسبّق ... مع أنها عمَّا بلغت طلائح
ومن المكارم أن تسامح عجزها ... إنَّ الكريم ابنَ الكريم مسامح
وقال فيه أيضاً:
المتقارب
تأوَّب كالبدر في جنحه ... وأين العواصم من سفحه
خيالٌ يزور أخير الدجى ... فتحسبه مبتدا صبحه
وقد ضمَّ جَفنِي بزير الكرى ... فيعرب في الحال عن فتحه
هوى شارح لي حديث الغرام ... فلا تسال القلب عن شرحه