تعشقته شاهر الوجنتين ... بما لقى القلب من جرحه
له سيف لحظ أراق الدّماءَ ... فحمرة خدَّيهِ من نضجه
كأنَّ عذاريه خط الجمال ... تميل النفوس إلى لمحه
رئيسٌ له في العلى منزلٌ ... تزلّ الكواكب عن صرحه
يرجَّى وإن زاد في سخطه ... ويخشى وإن لان في مزحه
ترقى به محمود مرقى الهلال ... فلاحظ الضدّ في نبحه
وأعدى على نائبات الزمان ... فما تشتكي الناس من فدحه
براحته قلمٌ قد دعا ... شكاةَ الزمان إلى صلحه
يقول الرجاء لمتاحه ... طغى سيل غيثك فاستصحه
ويوضح للناس نهج الثناءِ ... فنظم القصائد من منحه
له كتبٌ في ديار العدَى ... غني بها الجيش عن كدحه
تثقف مثل أعالي الشآم ... بما اشتعل الدهر من لفحه
لك الله من واضحٍ مجدُه ... كما اتَّضح الأفق عن صبحه
وبرُّك في الفضل برٌّ رفيع ... فليس المعاند من طرحه
وكم لك عنديَ من منَّةٍ ... كما أسرف الغيث في سحه
ينطقني جودك المرتجَى ... ويدعو اللسان إلى صدحه
فاجْلب نظمي ونثري له ... وأروي الصحيحين عن مدحه
وقال تاجية في ابن الزين خضر
الطويل
نجومٌ تراعيها جفون سوافح ... ولا طيفكم دانٍ ولا الليل نازح
أباخلةً عنِّي بطيف خيالها ... عسى ولعلَّ الدهرَ فيك يسامح
وتاركة قلبي كليماً وناظري ... ذبيحاً ولا في العيش بعدك صالح
لمحتك للبين المصادف لمحةً ... فطاحت بأحشائي إليك الطوائح
وما أنت إلاَّ الظبي جيداً ومقلةً ... فلا غرْوَ أن أهوت إليك الجوارح
جوانح ينمو شجوها وسقامها ... عليَّ ودوني جندل وصفائح
وقلب عصى نصحي عليكِ وسلوتي ... فأبعد شيء صبره والنصائح