للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقلتُ جبين المالكية عذره ... فقال الورى عذرٌ لعمرك واضحُ

وضاقت علينا عينها فتمنَّعت ... وهيهات أن تسخو النفوس الشحائح

ولم أنس يوم البين إيماءَ طرفها ... وعيس المطايا للفلاة جوانح

فليت الردى أجرى دم العيس ناحراً ... فسالت بأعناق المطيّ الأباطح

وممَّا شجاني في الضحى صوت ساجع ... كأني له بعد الحبيب أطارح

يساعدني نوحاً يكاد يجيبنا ... بأمثاله بانُ الحمى المتناوح

فليت حمام الأيك يوماً أعارني ... جناحاً إلى الركبِ الذي هو نازح

وليت النجوم الزهر تدنو قوافياً ... لنا قتنقى في ابن خضر المدائح

رئيسٌ تجلَّى بشره ونواله ... فلا الأفق مغبرٌّ ولا العام كالح

على المزْن من تلك البنان تشابه ... وفي البدر من ذاك الجبين ملامح

وفي الأرض من أخلاقه وثنائه ... سِماتٌ فنعم المزهرات الفوائح

ولله أقلام الحماسة والندى ... على يده حيث السطا والمنائح

حمينَ الحمى لمَّا فتحنا بلادَه ... وقد أقصرت عنها القنا والصفائح

فهنَّ على اللائي فتحن مغالقٌ ... وهنَّ على اللائي غلقن مفاتح

وطوَّقنا أطواق جود فكلنا ... على شبهِ الأغصان بالحمد صادح

وروَّضنَ أقطار الشآم بأحرفٍ ... سقى أصلها طاف من النيل طافح

وصدر لما يلقى من السرِّ لائق ... وكوكب فضلٍ في سما الملك لائح

عليَّ المدى لا بالملمَّة جازعٌ ... ولا بالتي يثني لها العطف فارح

وزاكي النهى إمَّا لمعنى سيادة ... وإمَّا لأكباد المعادين شارح

بليغٌ إذا نصَّ المقال وبالغ ... مدى الرأي حيث النيِّرات الطوامح

وأبيض وجه العرض والوجه والتقى ... إذا لفحت سفع الوجوه اللوافح

على دولة الأملاك كلّ فصوله ... ربيع وفي الأعدا سعودٌ ذوابح

وللطالبي العمى غمام كأنه ... لما جدّ في جودٍ وحاشاه مازح

إلى عدلهِ يشكو الزمان فإنه ... خديمٌ يغادِي أمرهُ ويراوح

تعوَّدت أن تسري إليه ركائبي ... فترجع وهي المثقلات الروازح

وآخذُ من قبل المديح جوائزاً ... تقصر عن أدنى مداها الممادح

<<  <   >  >>