للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملكٌ من آل أيوبٍ له ... في تكاليف العلى ميراث صبري

عادلٌ ما كادَ زيدُ النحو في ... دهره يعزَى إليه ضربُ عمرو

وجوادٌ ما ليُسر الغيث ما ... لندى راحته في حال عسر

أفضليّ التعت والذَّات فيا ... لهما من نسبتيْ سرّ وجهر

يا مليكاً أحمل المدح له ... وعجيب حاملٌ دُرَّا لبحر

إنَّ أعداءَك والأنعام في ... حالةِ فاجمعهما في يوم نحر

وتهنَّا ألف عيد مثله ... في مسرَّاتٍ وفي عزًّ ونصر

رفعت قدريَ فيه ليلة ... قرَّبتني يا لها ليلة قدر

وعلى القصرِ اجتماعٌ يا له ... سفراً أفضى إلى جمعٍ وقصر

كنت غضباناً على الدَّهر وقد ... ردَّني جودك فرحاناً بدهري

فيميناً لسوى مغناك لا ... ينثني قصدي ولا أثني بشعري

أنت غيثي ونباتي للثنا ... حقه أن يتلقاك بزهر

وقال فيه

الطويل

تنبه لما أن رأى شبيه فجرا ... فنزَّه عن عاداته الشّعر الشّعرا

وأعرض عن أغزاله وغزاله ... فلا قامةٌ سمرا ولا وجنةٌ حمرا

ولا مقلةٌ نجلاءُ يحرس لحظها ... لَمًى فأقول السيف قد حرس الثغرا

ولا مرشفٌ ماءَ الحياةِ حسبته ... ولا نبتُ خدٍّ كنت أحسبه الخضرا

ولا قهوةٌ أستغفر الله تجتلى ... ومن عجبٍ أنْ قد حلا منه ما مرا

وكانت كما لا يقتضي العقل غِرَّةً ... فحنَّك ذاك الشيب ذاك الفتى الغرا

وذكَّرني فقدَ الأحبة مرجعي ... إليهم وترحالي فلم أستطع صبرا

أحبَّاء ساروا قبلنا لمنازلٍ ... فيا صاحبي رحلى قفا نبك من ذكرى

كأنَّهمُ لم يركبوا ظهرَ سابح ... ولا ركبوا في يوم مكرمةٍ ظهرا

ولا بسطوا يمنى ببذلِ رغيبةٍ ... ولا أوجدوا من بعد جائحه يسرا

لنا عبرةٌ فيهم تنبه مقلةً ... ولو أرشدت كانت له مقلة غبرا

لقد غرَّت الدُّنيا بخدعة حربها ... فما أكثر القتلى وما أرخص الأسرى

<<  <   >  >>