أنجلَ العلى قابلتني ساعة العلى ... مقابلةً لاقى بها القلبَ جبره
إذا شيد في نظمِ امتداحك بيته ... فما هو إلا في ذوي النظم قصره
لمدحك يا معنى النسيب تأخرت ... قوافي نسيبٍ طالما طار شعره
على أنني مغرًى بكلّ مقرطقٍ ... بما خدّه ماءُ الحياة وخضره
عجبت له في كأس مرشفه الطلاً ... وفينا ولم يقرب من الكأس سكره
ثناؤك أشهى من لماه إلى فمي ... ولفظك لا حلو الوصال ومرّه
فحسبك من قلبي صفاه وودّه ... وحسبك من لفظي دعاه وشكره
وحسبك عبدٌ بالجميل ملكتهُ ... على أنه مستمجد القلب حرُّه
بقيت لداعي المدح وجهك عيده ... وأنمل كفيك الكريمة عشره
وقال يمدح المقري العلائي ابن الأثير
صاحب دواوين الإنشاء ويهنئه بالحجاز الشريف
الوافر
أما وتلفّت الرَّشاء الغرير ... ولين معاطف الغصن النضير
لقد عبثت لواحظه بعقلي ... فيا ويل الصحيح من الكسير
غزالٌ كالغزالة في سناها ... تحجبه الملاحة بالستور
شديد الظلم حلّ صميم قلبي ... كذاك الظلم يوقع في الأسير
تبسم ثم حدّث بالّلآلي ... فأعجزَ بالنظيم وبالنثير
وأسكر لحظه من غير ذوقٍ ... فيالله من لحظٍ سحور
وأجفانٌ مؤنثةٌ ولكن ... تقابلنا بأسيافٍ ذكور
وخدّ لاح فيه خيال دمعي ... فقل في الرَّوض والماءِ النهير
شجاني منه أمرد ما شجاني ... وثنى بالعذار فمن عذيري
ومن لي فيه من ليلٍ طويل ... أكابده ومن جفنٍ قصير
لحى الله الوشاة فإن تدانو ... ولحّ الظبي عنَّا في النفور
وعزّ لقاؤنا والربع دانٍ ... كما أبصرت تفليج الثغور
فرُبَّ دجىً لنا فيه عناقٌ ... تغوص به القلائد في النحور
زمانُ العيش مبتسمُ الثنايا ... ووجهُ الأنس وضَّاح السرور