ووصلُ معذِّبي جناتُ عدنٍ ... لباسي فيه ضمٌّ كالحرير
تروم يداي في خصريه مسرًى ... ولكن ضاق فترٌ عن مسير
وتعي الكفّ عن كشحٍ هضيمٍ ... فأرفعها إلى رِدفٍ وثير
وأستر ثغره باللثمِ خوفاً ... على ليلي من الصبح المنير
سقى صوب الحيا تلك الليالي ... وإن عوضتُ بالدمعِ الغزير
وحيى منزل اللّذات عنا ... وإن لم يمس منا بالعمير
وبدراً فائزاً بالحسنِ يحثو ... تراب السبق في وجه البدور
يلذّ تغزّلُ الأشعار فيه ... لذاذة مدحها في ابن الأثير
أغرّ إذا اجتنى وحبا العطايا ... رأيت السيل يدفع من ثبير
أخو يومين يوم ندًى ضحوكٍ ... ويوم ردًى عبوسٍ قمطرير
يصوّب مقلتي كرمٍ وبأسٍ ... فيقلع عن فقيد أو عقير
كذلك المجد ليس يتم إلا ... بمزج العُرف فيه والنكير
رأيت عليّ كابن عليّ قدماً ... وزيراً جلَّ عن لقب الوزير
يسائله عن التمهيد ملكٌ ... فيسأل جدّ مطّلعٍ خبير
ويبعث كتبه في كلّ روعٍ ... كتائب نقعها شكل السطور
فمن دالٍ ومن ألفٍ وميمٍ ... كقوسٍ أو كسهمٍ أو قتير
كأن طروسه بين الأعادي ... نذيرُ الشيب بالأجل المبير
كأنَّ حديثه في كلِّ نادٍ ... حديث النار عن نفسِ العبير
يظلّ السائدون لدى حماه ... سدًى يستأذنون على الحضور
مثولاً مع ذوي الحاجات منّا ... فما يُدرى الغنيّ من الفقير
إلى أن يرفعَ الأستارَ وجهٌ ... تراه من المهابة في ستور
فمن رفدٍ يفيئ لمستميحٍ ... ومن رأيٍ يضيئ لمستنير
ومن حقٍّ يساقُ إلى حقيق ... ومن جدوى تفاض على جدير
سجية سابق الطلبات سامٍ ... يظلّ على معاركة الأمور
ذكيرٌ لا ينقّب عن حلاه ... تلقى المجد عن سلفٍ ذكير
فإن تحجب فلهجة كلّ راوٍ ... وإن تظهر فنصب يد المشير