لذَّتْ مناسبه في لفظِ ممتدحٍ ... حتَّى حسبنا نسيباً ذلك النسبا
وطالع الفكر من أنبائه سيراً ... فما رأى غيرَ أبناءٍ من النجبا
يقفو أخٌ في المعالي والعلومِ أخاً ... فبطلع الكلُّ في آفاقها شهبا
من كلِّ ذي قلمٍ أمست مضارِبهُ ... سيفاً لدولةِ ملكٍ يدفعُ النوبا
أما ترى بعليٍّ مصر فارحةً ... فلا عليًّا فقدناه ولا حَلبا
مهدِي المقالَ لأسماع الورَى دررا ... وممطر الجودِ في أيديهمو ذهبا
يصبو إذا نطقَ الصابي ويرمُقه ... طرفُ ابن مقلةَ بالإجلال إن كتبا
لم أنسَ لم أنسَ من إنشائِهِ سُحباً ... بآية النظم يتلو قبلها سحبا
مرتّ بلفظِ فتيِّ الرُّومِ قائلةً ... ما تطلب الرُّوم ممنْ أعجزَ العربا
لو أنَّ فحلَ كليب شامَ بارقها ... أمسى يلفُّ على خيشومه الذنبا
تلكَ الَّتي بلغت في الحسنِ غايتهُ ... ولم تدعْ لنفيس بعدها رتبا
حتَّى اغْتدى الدُّرُّ في أسلاكه صدفاً ... والمندل الرطب في أوطانِهِ حطبا
وطارحتْني وشيبي شاغلٌ أذني ... أبعدَ خمسينَ مني تبتغي الأدبا
يا سيدَّ سرَّني مسراهُ في نهجٍ ... لنْ يستطيعَ له ذو فكرةٍ طلبا
هذي بديهتكَ الحسناء ما تركتْ ... للسحر والنحلِ لا ضرْباً ولا ضرَبا
متى أشافه هذا اللفظَ من كتبٍ ... تملى فامْلأ من أوصافِهِ الكتبا
شكراً لأقلامك اللاَّتي جرت لمدىً ... في الفضلِ أبقي لباغِي شأوهُ التعبا
حلَّتْ وأطربتْ المصغي وحزت بها ... فضل السباق فسمَّاها الورَى قصبا
وقال في أخيه شهاب الدين بن فضل الله
أحذ الكامل
دمعي عليكَ مجانسٌ قلبي ... فانظرْ على الحالينِ للصب
يا فاضحَ الغزلان حيث رنا ... وإذا انثنى يا مخجل القضب
لك منزلٌ يغضي جوانِحنا ... لا بالغضا من جانب الشعب
تعفو الرسوم من الديارِ وما ... تعفو رسوم هواكَ من قلبي
بأبي هلالاً شرق طلعتهُ ... يجري مدامِعنا من الغرب
كسر اللواحظ ناصب فكرِي ... فضنيت بين الكسرِ والنصب