في كلِّ نهجٍ ومرماة ركاب سرى ... لولا ابن أيوب ما شدَّت وما رحلت
إن تغش أبواب مغناه التي فتحت ... فطالما بالعطايا والندى قفلت
سل عن عطاياهُ تسأل كلّ وافدةٍ ... من المدائح فازت قبلما سألت
فضلٌ أبرُّ فوفي الحمد غايته ... وراحة فعلت كل الندى فعلت
وسيرةٌ عدلت في الخلق قاطبةً ... مع أنها عن سبيل الحق ما عدلت
وهمَّةٌ في العلى والعلم دائبة ... شبَّت على شرف الفنيين وابْتهلت
هذي السيادة تعلو كلما اتضعت ... وأنمل الفضل تهمي كلما عذلت
أنى يقايس بالأنواءِ نائله ... وهي التي باحمرار البرق قد خجلت
جادت يداه بلا منٍّ ينغِّصها ... والمنّ يظهر في الأنواء إن نزلت
وشاد بالجود ما شادت أوائله ... والسحب قد تهدم البنيان إن هطلت
لا شيء أليق من مرأى أنامله ... إذا تأمَّلت أمرّيها وما كفلت
تخط بالرمحِ في الأجسادِ صائلة ... وتطعن العسر بالأقلام إن بذلت
لحملة الحرب أو حمل الندى خلقت ... فليس تنفكّ من شكرٍ لما حملت
لو قيل إن شموس الصحو خافية ... ما قال عنها عدو أنها بخلت
يممه والسحب عقم واخشَ سطوته ... والخيل من حدبِ الهيجاء قد نسلت
ذاكَ الكريم الذي يجدي مدائحنا ... وكان يكفي من الجدوى إذا قبلت
من مبلغ الأهل أني ضيف أنعمه ... وإن كفِّي على الآمالِ قد حصلت
عزيمة السعي ما خابت وسائلها ... وآية المنطق السحَّار ما بطلت
وانْشر على الناسِ أمداحِي التي اشْتهرت ... فإنها في معاني مجده اشْتغلت
أما ووصف ابن شادٍ قد سما وعلا ... والله ما قصرت عيني ولا سفلت
لا أسأل الله إلاَّ أن يدوم لنا ... لا أن تزاد معانيهِ فقد كملت
وقال فيه أيضاً
الطويل
حلفت بما يملا النديم وما يملي ... لقد بتُّ عن عذل العواذل في شغل
إذا نادت الأحشاء يا آل محرق ... أجابت فنادت فكرتي يا بني ذهل
بروحِيَ فتَّاك اللواحظ طالب ... كرى مقلتي يوم الندى زدته عقلي