ومنشئ اللفظ نبعاً للقلاع فما ... يرى كنبعك طلاّعاً على القلل
نعم الفتى أنت في السادات أكبر من ... مثل وأسير في الأوصاف من مثل
وأبرع الناس نطقاً ليس محتفلاً ... فكيف حين يراعى فكر محتفل
في كفِّه قلمٌ ناهيك من قلم ... ومن حسامٍ ومن رزق ومن أجل
معدّل بشهادات العُلى وله ... جراح يوم سطا يقذفنَ بالقتَل
حكاه في قطعه حد الحسام وما ... حكاه في مقبل الأرزاق متصل
سد يا عليّ فما أبقيت منقبة ... يمتاز عنك بها في الأعصر الأول
تحفى بمدحك أقلام مننت على ... آمالها وعلى الأسياف في الخلل
يا باسط الجود في سيفٍ وفي قلمٍ ... لقد مننت على حافٍ ومنتعل
يا ابن السراة إلى الفاروق نسبتهم ... وجمعهم لفخار القول والعمل
البالغين مدى العليا ولو قعدوا ... والسابقين ولو ساروا على مهل
من كلّ فاتح أرضٍ غير طائعةٍ ... مبارك الفتح أنى سار والقفل
فكل مقترب الأقلام ساجدها ... بأشرف اللفظ يحمي أشرف الملل
بلّغتني يا ابن فضل الله مطّلباً ... لم أرْجه من بني الدنيا ولم أخل
نلت العلى وكبتّ الحاسدين على ... يد اغتنائك لا حيْلي ولا حيَلي
وقد سموت لديوان الرسائل في ... طي ادّكارك لا كتبي ولا رسلي
مداً أخوك في مرقاه أوصلني ... ولو ترقى إليه النّسر لم يصل
وإن تعذّر معلومي عليه ففي ... معلوم جودك أو في مدحه شغلي
إن مدّ قصديَ في الدنيا لغيركُم ... يدَ الرجا فرماها الله بالشلل
بلّغتمُ آل فضل الله منزلةً ... تحول زهر الدراري وهي لم تحل
يخفّ نظم المعاني في مدائحكم ... وفي سواكم فما يخلو من الثقل
ويألف الناس عطفاً من عوارفكم ... فما تميل أوانيهم إلى بدَل
أنتم رجائي الذي وحّدت مقصده ... في العالمين ولم أعكف على هبل
مالي وما للسرى قصداً لغيركُم ... هيهات لا ناقتي فيها ولا جملي
فما لإيضاح لفظي لا يضيء بكم ... وقد بذلتم له الأموال بالجمل
فدونكم من ثنائي كل سائرةٍ ... مرخى لها في عنان القول بالطوَل