سيّارة في بسيط النظم مسرعة ... فيا له من بسيطٍ جاء في رمل
أسعى على درر المعنى بأبحرها ... وسعيُ غيريَ في مستفعلن فعل
بقيتمُ يا بني العلياء في نعمٍ ... ملء الزمان وفي أمنٍ وفي جذل
تقاسم الناس في أيام سؤددكم ... يوماً وليلاً فمن مثنٍ ومبتهل
وقال فيه أيضاً
البسيط
في ثغرها الحلو أو في جيدها الحالي ... لا أرغم الله إلاَّ أنف عذَّالي
إن يُسْلَى قلبي بنارٍ في محبَّتها ... فلا وحقّ هواها لست بالسالي
غزالةَ الحيّ إشراقاً وملتفتاً ... ما كفؤ جيدك إلا عقد أغزالي
جملت بيتيَ من نظمٍ ومن نسبٍ ... يا ابنة العمّ أو ياربَّة الخال
يا حبَّذا الخال إكسيراً على ذهبٍ ... لا مثله بسويدا مهجةٍ غالي
ولا بأسود عينٍ ربَّما ربحت ... بلمحةِ الرّدف قنطاراً بمثقال
كحَّلت بالسهد جفنيها وقد وصلت ... مسافة النأي أميالاً بأميال
في كلِّ ليلٍ مديدٍ مثل شعرك ما ... مدَدت للصبرِ فيها عزم محتال
حبال شعرك يا لمياء صيَّرني ... إلى التصبُّر أمشي مشي حبَّالي
وطول حبّك قطاعٌ عرى جلدي ... فليتَ طيفك وصَّى لي بوصَّال
يزور الوصل عن لمياء تحكم لا ... حكم الأذلَّة لكن حكم إدلال
شاميَّة بين جفنيها يمانيَة ... تقدُّ بالسحر قلباً قبل أوصال
ماضي الولاية في العشَّاق ناظرها ... واحرَّ قلباه من ناظر الوالي
مجانس الحسن من فيها معطفها ... فالحسن ما بين معسول وعسَّال
وقيل أسماءُ في أفعالها عنتٌ ... فالحزن ما بين أسماءٍ وأفعال
بينا تروي بوصلٍ أظمأت بجفا ... فخالطت رمضاناً لي بشوَّال
كانت عن المرتضى تُملي أماليها ... واليوم تروي أماليها عن القالي
وعاذلين عليها زلزلت بهمُ ... أرضُ التجلّد عندِي كلّ زلزال
إن حدَّثتهم بأخبار الأسى فما ... قد أخرجت ليَ منهم أيّ أثقال
من كلّ داعٍ وما جاوبته سقماً ... كأنه واقفٌ منِّي بأطلال