وآنسة أعرضت عنها وقد جلت ... عليَّ هضيم الكشح ريَّا المخلخل
وحاولت من إدناء ودّك ما نأى ... فأنزلت منه العصم من كلِّ منزل
يقلِّب لي وجدِي به سوط سائق ... وإرخاء سرحانٍ وتقريب تتفل
فكم خدمةٍ عجَّلتها ومحبَّةٍ ... تمتَّعت من لهوٍ بها غير معجَّل
وكم أسطرٍ مني ومنك كأنها ... عذارى دوارٍ في مُلاءٍ مذيَّل
وكم ناصح كذّبت دعواه إذ غدت ... عليَّ وآلت حلفةً لم تحلَّل
ولحية لحَ غاظها ضحكي على ... أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل
ترى بعَرَ الآرام في عرصانها ... وقيعانها فكأنه حبّ فُلفل
نزعت سلوِّي ساحباً عن صبابتي ... على إثرها أذيال مرطٍ مرحَّل
وقلت خليلٌ ينشد الهمّ ودُّه ... ألا أيها الليل الطويل ألا انجل
وساتر تقصير المكافين قد أبى ... لدى الستر إلا لبسة المتفضل
إلى أن تبدَّى عذرهُ متمطِّياً ... وأردف إعجازاً وناء بكلكل
فلاطفته في الحالتين ولم أقل ... فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
وأقنعني منه المدجاة أعرضت ... بشقٍّ وشقٍّ عندنا لم يجوّل
معللة ماذا يفيد بها الفتى ... تبايع كفّيه بحبل موصّل
يضنّ بأسطارٍ كأنَّ يراعها ... أساريع ظبي أو مساويك أسحل
ويقرع سمعي من معاريض نظمه ... مداكُ عروسٍ أو صلابة حنظل
ويأبى جلوسي من مراتبه إلى ... كبير أناسٍ في بجادٍ مزمَّل
كأن دموعي في ثيابي بهجره ... عصارة حناءٍ بشيبٍ مرجّل
ولمَّا تجاذبنا العتاب موشعاً ... نزول اليماني بالعتابِ الجمَّل
بنينا الوَلا الواهي فلم يبقَ معهداً ... ولا أطماً إلاَّ مشيَّداً بجندل
وعدنا لودٍّ يملأ القلب عوده ... بشحمٍ كهدَّاب الدَّمقس المفتل
أعدت صلاح الدِّين عهد مودَّةٍ ... بكل مغار الفتل شدَّت بيذبل
فدونك عتبي اللفظ ليس بفاحشٍ ... إذا هيَ نضَّته ولا بمعطل
وعادات حبٍّ هنَّ أشهر فيك من ... قفا نبكٍ من ذكرى حبيبٍ ومنزل