للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقصدت عذبَ البحر ثمَّ قصدته ... فوجدته أدنى إلى المتناول

نقلت شمائله صفات جدوده ... نقل الرياض عن الغمامِ الهاطل

وتحدَّثت في الروعِ ألسن بيضه ... بين المقاصد بالحديثِ الفاصل

وسقى البنان يراعه حتَّى ارْتوى ... فلذاك يهزأ بالوشيحِ الدابل

يا ابن الملوك الشائدين حمى الهدى ... والرافعين قبابهُ بعامل

والحاصدين عداته بقواضبٍ ... صارت لطولِ ضرابها كمناجل

أيديهمُ في الأرضِ نبع زلازلها ... ومحطُّ أرجلهم أمان زلازل

من مبلغ الأهلين عنيَ أنني ... في الشامِ فزت بفوق ظنّ الآمل

وأخذت من ريب الزمان أمانه ... وقبضت حقّ مآربي بالكامل

لا جور في دهرٍ وفيهِ ممدَّحٌ ... وشحت منابته بنبتِ العادل

وقال في ابن ريان

الطويل

سرى بشبيه البدر آلُ هلال ... وهانَ على أهلِ المليحة حالي

خبى وجهها عنِّي وأُخليَ ربعها ... فآهاً على وجهٍ ذكرت وخال

وأخفت ليَ الأسقام جسماً كأنه ... خلال الأسى والبين عود خلال

فما ضرَّ هندٌ لو طرقتُ خيامها ... على أنني بالسقمِ طيف خيال

هي الشمس بعداً في المكانِ وبهجةً ... ولكنَّها في الفرعِ ذات ظلال

أهيم بذكرى شعرها وعهودها ... لقد همت من شمسِ الضحى بحبال

ولم أدرِ هل تسطو عليَّ لحاظها ... بسود جفونٍ أم ببيض نصال

حرامٌ على جفني المنام وحسبها ... إذا رضيت أن السهادَ حلالي

وأغيد قد خطّ العذار بخدّه ... حروفاً نماها الحسن لابن هلال

لعمرك ما خدّ الحبيب معذّرٌ ... ولكن بمسود النواظر جالي

سمت نحوه الأنظار حتَّى كأنها ... بناريه من هنّا وهنّ صوالي

أرى شعرات الشيب تؤذن بالردى ... وينذرني منها طلوع هلال

فما بال رأسي كلما ضاء شيبه ... تجدّد في ذكرِ الحبيب ضلالي

دعِ الرمح يسند عن قدودِ أحبَّتي ... فإن قدودَ المالكين عوالي

<<  <   >  >>