عدا البدر أن يحكي جميع صفاته ... ولكن حكاها نورهُ وانتقاله
وراحَ القنا من نيل عطفِه باهتاً ... فكان حقيقاً حرّه واعْتقاله
خذْ الحذر من لحظٍ له وذوائبٍ ... فما هو إلاَّ سحرهُ وحباله
وإيَّاكما في الحبِّ من لومِ مبعدٍ ... وقولا له في الوصلِ كيف احْتياله
جعلت وفاء العهد زينة شيمتي ... كما زانَ أبناء الزمان جماله
أخو العلم والنعماء يهدي رشاده ... ويجدي على داعي الرجاء نواله
جميلُ المحيَّا يملأ العين بهجةً ... وأجمل من ذاكَ المحيَّا فعاله
محا الجدب عن وجه البرايا بأنملٍ ... تريك حيا الوسميّ كيف انْهماله
ألم تره والله يبسط عمرهُ ... يمرّ على الوادي فتثنى رماله
رئيس بيَدِ القائلين سكونه ... ويفضل عن يمنى الغمام شماله
له قلمٌ إن قال روّى سجله ... مسامعنا أو جالَ روّت سجاله
حرام على الحالين سحر بديعه ... إذا جالَ في سلبِ العقول حلاله
يجول به في الحربِ والسلم ماجدٌ ... مؤيدة أقواله وفعاله
من المالكي رقّ المديح بنائلٍ ... كأن بحار الأرض في الجودِ آله
يزيد اتّضاعاً كلّما زادَ رفعةً ... وكم صاعدٍ أخنى عليه اخْتياله
ألا أيها الباغي منالاً لشأوِهِ ... إليكَ فليس الأمر ممَّا تناله
له الله من غالي السجيَّة عذبها ... كما انْهلَّ من فرع السحاب زلاله
نزلت بمغناه فلم أخشَ حادثاً ... وكيفَ وهذا جاهه لي وماله
أمولاي إن الحال مدَّ رجاؤه ... إليكَ وإن القصد آل مآله
دعاك لتمييز الوسائل طالبٌ ... فلا غَرْوَ أن يسمو بريّك حاله
وقال اسماعيلية
الكامل
يا سائلي بدمشق عن أحوالي ... قف واسْتمع عن سيرة البطَّال
ودَعِ اسْتماع تغزُّلي وتعشُّقي ... ماذا زمان العشق والأغزال
طول النهار لباب ذا من باب ذا ... أسعى لعمرِ أبيكَ سعي ظلال
لا حظَّ لي في ذاك إلاَّ أنه ... قد خفَّ من طول المسيرِ طحالي