والساتر الدنيا بذيل مكارمٍ ... أحيت أواخرها فعال أوالي
والطالب الأخرى بعزمٍ للكرى ... يفني ويحيي بالسجود ليالي
لا تتخذ بدلاً لديه وعدّة ... في هذه الدنيا من الأبدال
واقصد جنابي جاهه ونواله ... إن خفت حالي عسرة ونكال
واقرأ على ريب الزمان براءةً ... وعلى رجائك سورة الأنفال
الأصل ريَّانٌ فلا عجبٌ إذا ... ما الفرع فاء على الورَى بظلال
لو لم تصح يمناه حيّ على الندى ... ما فاز ظامٍ للندى ببلال
هذا هو الشرف الذي بأقله ... ضرب القديم غرائب الأمثال
رأيٌ إلى طرق الرشاد مسدّدٌ ... وسجية جبلت على الإجمال
وفضائل وضحت وحلت رتبة ... فهي الكواكب في سناً ومنال
ويراعة تذر الركائب والعدى ... ما بين نزل مكارمٍ ونزال
من معطف المران فيه نسبة ... ولها جنا يعزى إلى العسَّال
يا ماجداً أحيى مآثر قومه ... بمحامدٍ أرخصن نشر غوالي
لله همتك الممكّن رفعها ... ماذا جزمت بها من الأفعال
وهباتك اللاتي تعجّل رفدها ... ويجيب طالبها بغير سؤال
لا عيبَ في نعماك إلا أنها ... مع عدلها ظلاَّمة للمال
تجني عليه وإنما تجني به ... ثمر المحامد والثناء الغالي
وقال جمالية في ابن جمله
البسيط
من مبلغ علماء الأعصر الأوَل ... إن التفاصيل قد جمّعن في الجمل
تجمعت في فتى العليا ولا عجبٌ ... إن يجمع الله كلّ الناس في رجل
قاضي القضاة الذي سارت مآثرهُ ... بغير مثلٍ يوازيها سوى المثل
جمال ذي الأرض لا زالت محاسنه ... عن أفقها وجمال الدِّين والدول
من أنشر العلم من بعدَ الهمود ومن ... ضمَّت يدله المعالي وهو كالهمل
من اسْتقامت به الأوقات واعْتدلت ... للناسِ قبلَ نزول الشمس في الحمل
من لو أعارت حلاه المشتري شرفاً ... لم تعترضه عوادِي النحس من زحل