حيث النسيم يجر الذّيل من طربٍ ... والزهر يرقص من عجبٍ بأكمام
والنهر طرسٌ تخطّ الريح أسطره ... والقطر يتبع ما خطّت بإعجام
والكأس في يد ساقيها مصوَّرة ... تضيء من حول كسرى ضوء بهرام
قد أسرجت وعدت للهمّ ملجمة ... فهي الكميت بإسراجٍ وإلجام
أنشى بها العيش ينمو من محاسنه ... ما ليس يحصره الناشي ولا النامي
وأجتلي كأسها والشمس ما جُليت ... ولا ترشف منها الشرق في جام
شهور وصلٍ كساعاتٍ قد انقرضت ... بمن أحبّ وأعوامٌ كأيام
ولّت كأنيَ منها كنت في سنةٍ ... ثمّ انبرت ليَ أيامٌ كأعوام
مقلقلاً بيد الأيام مضطرباً ... كأنما استقسمت مني بأزلام
قد حرَّمت حالتي طيب الحياة بها ... كأن طيبَ حياتي طيبُ إحرام
هي المقادير لا تنفكّ مقدمة ... وللحجى خطراتٌ ذات إحجام
أما ولي حالةٌ عن مرةٍ نقلت ... لأنقلنّ بها عن عزم همّام
ورُبّ شائمة عزمي ومرتحلي ... إلى حمى مصر أشكو جفوة الشام
قالت وراءَك أطفالٌ فقلت لها ... نعم ونعمى ابن فضل الله قدَّامي
لولا عليّ ابن فضل الله ما استبقت ... سفائن العيس في لجِّ الفلا الطامي
لعاقد خنصر المدَّاح يوم ثنا ... وموضح الجود فيهم بعد إبهام
ربّ السيادة في إرثٍ ومكتسبٍ ... فيا لها ذات أنواعٍ وأقسام
سدْ يا عليّ بن يحيى كيف شئت فما ... في فرعك المجتنى والأصل من ذام
وارفع إلى عمرٍ إسناد بيتك في ... فضلٍ وفصلٍ وتقديمٍ وإقدام
بيت تسامى إلى الفاروق منصبه ... فكاتبته العلى بالمنصب السامي
منظم طاب حتَّى تمّ مفخره ... فكم إلى طيّب يعزى وتمّام
إسمٌ حروف المعالي فيه واضحة ... وكلّ عالٍ سواكم حرف إدغام
لو طاولتكم نجوم الأفق ما بلغت ... قوادم النسر منكم ترب أقدام
بأول الحال منكم أو بآخره ... يراكم الله تأييداً لإسلام
إما بأرماح أقلامٍ لكم عرفت ... لياقة الحدّ أو إرماح أقلام
تحمون سرى الهدى بدأً ومختتماً ... وتنهضون بإنعام وإرغام