منكم عليٌّ نماه للعلى عمرٌ ... فحبذا ثمرات المغرس النامي
ندبٌ سما وحمت ملكاً براعته ... فداً له الناس من سامٍ ومن حام
محسّن الخلق والأخلاق تألفه ... عقائل الفضل عن وجدٍ وتهيام
من أجل ما عقد المدّاح خنصرهم ... عليه ميز من جلي نجا تام
لا عيب فيه سوى علياء حالته ... عن صف ما شئت من عيٍّ وإفحام
تدري سرائر نجوانا عوارفه ... إما بصائب فكرٍ أو بإلهام
لو أن للبحر جزأً من مكارمه ... ألقى على الطرق درًّا موجه الطّامي
جارى حياه بحار الأرض يوم ندى ... ويوم علم فروّى غلة الظامي
فالبحر يزبد من غيظٍ يخامره ... والبرق يضحك من عجز الحيا الهامي
والعدل يغمض جفن السيف في دعةٍ ... من بعد ما كانَ جفناً دمعه دامي
أما الملوك فقد أغنى ممالكها ... تصميم منطقه عن حد صمصام
ذو اللفظ علّمت المصغي فصاحته ... قولَ المدائح فيه ذات إحكام
فلو مزجتَ أباريق المدام به ... ما رجّعت صوت فأفاءٍ وتمتام
يا فاضلاً لو رنت عين العماد له ... لبات يخفق رعباً برقه الشامي
غطّى ثناك على عبد الرحيم فما ... ترنو لأنجمهِ أبصار أفهام
وقد طوى نظمك الطائيّ منهزماً ... لما برزت بأطراسٍ كأعلام
ليخبر الملك في يمناك عن قلمٍ ... صان الأقاليم عن تخبير مستام
أشدّ من ألف في الكفّ يكرع من ... نون وأمنع يوم الرّوع من لام
تغاير الوصف في يوم العطاء به ... والناس ما بين مطعانٍ ومطعام
وراثة لك يا ابن السابقين علاً ... في بثِّ مكرمةٍ أو حسم آلام
كأنَّ أهل العلى جسمٌ ذووك له ... هامٌ وأنت يمين العين في الهام
إن كنت في الوقت قد أوفيت آخرهم ... فإنك العيد وافى آخر العام
شكراً لأوقات عدلٍ قد أنمت بها ... عين الرّعايا فهم في طيب أحلام
وأنجمٍ خدمت علياك فهي إذاً ... نعم الجواري التي تدعى بخدَّام
أبحت يا صاحب السرّ النوال وقد ... منعت ما خيف من ظلمٍ وإظلام
وأنجدتنا على الأمداح منك لُهًى ... إلى الورَى ذات إنجادٍ وإتهام