للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ففي دارِ البوار الآن شخصي ... وقلبي الآن في دار المُقامهْ

إليكَ أبو الخلائف من قريشٍ ... سؤال سامه أملي وحامهْ

أذكّر جودك الوعد المبدَّا ... وقد أخمدت من سغبي ضرامهْ

جعلت الجسم منِّي بيت لحمٍ ... وزدت وظائفي أيضاً قمامهْ

وما أدري أتوقيعي بمصرٍ ... وإلاَّ بالشآمِ فلن أُسامهْ

إلى التوقيع قد طرب اسْتماعي ... وحارَ دقيق فكرِي في العلامهْ

وقال رحمه الله تعالى

الطويل

تفهَّمه قلبي الشجيّ فهاما ... ولم يره طرف الغبيّ فلاما

وعرفني بالحبِّ في خدِّ عارض ... بدا ألِفاً ثم اسْتدارَ فلاما

بروحيَ رشيق المقلتين إذا رنا ... رمى في فؤاد المستهام سهاما

جعلتُ دموع العينِ جاريةً له ... وصيرت قلبي في هواه غلاما

من الغيدِ حسبي ورد خدَّيه نزهة ... وريقته يا حسرتاه مداما

يقولُ حلالٌ خمر ريقي وليتهُ ... سقاني بهِ كأساً وكانَ حراما

لئن تمَّ عشقي في ملاحتهِ لقد ... تعشَّقت بدراً في الملاح تماما

وعذَّبني ذاك المليح بنارِهِ ... فكانَ عذاب القلب فيهِ غراما

ووالله لا أصغيت فيهِ لعاذلٍ ... ولو ذابَ جسمي لوعةً وسقاما

فأزداد في الحبِّ انْتساباً لعامرٍ ... إلى أن أزيد العاذلين ملاما

يقولون أعدتك السقامَ جفونه ... فقلتُ ومن أعدى الجفون سقاما

ومن مزجَ الغصن الرطيب بعطفه ... فكانَ مزاج المعطفين قواما

تناوحت العشَّاق إذا ماسَ قدّه ... فيا لك غصناً في الهوى وحماما

إذا خاطبتي في هواهُ عواذلي ... مضيتُ على حالي وقلت سلاما

كما خاطبَ العذَّال جود محمدٍ ... فأعرض عنهم واسْتهلَّ غماما

رئيسٌ على التحقيق قالت صفاته ... لنقَّاده ذا ما يخالط ذاما

سمونا لمدحِ المفضَّلين وإنما ... لأمثالهِ في الفضلِ لن يُتسامى

<<  <   >  >>